181

فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم وإن أسلس لها تقحم (1) فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس وتلون واعتراض (2) فصبرت على طول المدة وشدة المحنة حتى إذا مضى لسبيله فجعلها شورى في جماعة زعم أني أحدهم (3) فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا (4) فصبرت على طول المحنة وانقضاء المدة فمال رجل منهم لضغنه وصغا الآخر لصهره مع هن وهن (5) إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه (6) وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع (7)، إلى

ووجه ثالث : يمكن أن يكون المقصود بالناقة الخلافة ، فإذا استرجعها بالقوة شق عصا المسلمين وأوقع الخلاف في صفوفهم مما يؤدي بالنتيجة إلى الردة ، وإن تركها وسكت عنها ، سارت في غير اتجاهها فهو منها بين خطرين.

روى الشيخ المفيد في الإرشاد عن جيش الكناني قال : لما صفق عبد الرحمن على يد عثمان بالبيعة في يوم الدار قال له أمير المؤمنين عليه السلام : حركك الصهر وبعثك على ما صنعت ، والله ما أملت منه الا ما أمل صاحبك من صاحبه ، دق الله بينكما عطر منشم وعطر منشم هو عطر صعب الدق والمراد به هنا الموت . وهكذا كان فقد بلغ الحال في الخلاف بينهما أن أعلن عثمان تحريم مجالسة عبد الرحمن ، ووجوب نبذه ، وأبرأ الذمة ممن يكلمه أو يعاطيه معاطاة أي مواطن يتمتع بحقوقه الاجتماعية.

قال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ج 1 ص 66 :

وصحت فيه فراسة عمر بن الخطاب ، اذ قد أوطأ بني أمية رقاب الناس ، وأولاهم الولايات واقطعهم القطائع ، وافتتحت ارمينيا في أيامه ، فاخذ الخمس كله فوهبه لمروان إلى أن قال : وطلب منه عبد الله بن خالد بن أسيد صلة فأعطاه اربعمائة ألف درهم واعاد الحكم بن أبي العاص بعد ان سيره يسور الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم لم يرده أبو بكر ولا عمر ، وأعطاه مائة ألف درهم وتصدق رسول الله صلى الله عليه وآله بموضع سوق بالمدينة يعرف « بنهروز » على المسلمين ، فاقطعه عثمان الحارث بن

Shafi 193