وخامسهم أخوه هارون حيث قال يا ( ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) (1) فإن قال قائل إنه قال هذا لغير خوف فقد كفر وإلا فالوصي أعذر.
وسادسهم أخي محمد خير البشر صلى الله عليه وآله حيث ذهب إلى الغار ونومني على فراشه فإن قال قائل إنه ذهب إلى الغار لغير خوف فقد كفر وإلا فالوصي أعذر.
فقام إليه الناس بأجمعهم فقالوا يا أمير المؤمنين قد علمنا أن القول لك ونحن المذنبون التائبون وقد عذرك الله
وعن إسحاق بن موسى (2) عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال : خطب أمير المؤمنين عليه السلام خطبة بالكوفة فلما كان في آخر كلامه قال ألا وإني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله .
فقام إليه أشعث بن قيس فقال يا أمير المؤمنين لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلا وقلت والله إني لأولى الناس بالناس فما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله ولما ولي تيم (3) وعدي (4) ألا ضربت بسيفك دون ظلامتك.
فقال أمير المؤمنين يا ابن الخمارة قد قلت قولا فاسمع مني والله ما منعني من ذلك إلا عهد أخي رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني وقال لي يا أبا الحسن إن الأمة ستغدر بك وتنقض عهدي وإنك مني بمنزلة هارون من موسى فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان ذلك كذلك فقال إن وجدت أعوانا فبادر إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تلحق بي مظلوما فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه ثم آليت يمينا (5) أني لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمع القرآن ففعلت ثم أخذته وجئت به فأعرضته عليهم قالوا لا حاجة لنا به.
ثم أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين ثم درت على أهل بدر وأهل السابقة فأنشدتهم حقي ودعوتهم إلى نصرتي فما أجابني منهم إلا أربعة رهط سلمان وعمار والمقداد وأبو ذر وذهب من كنت أعتضد بهم على دين الله من أهل بيتي وبقيت بين حفيرين قريبي العهد بجاهلية عقيل والعباس.
فقال له الأشعث كذلك كان عثمان لما لم يجد أعوانا كف يده حتى قتل.
Shafi 190