Chorus )، ولعله وجد صعوبة في إيجادها في وسط مصري عصري تمنع التقاليد والعرف السائد من اختلاطه مع غيره، كما في الفصلين الأول والثالث، ولكن في الجو المصري القديم ممكن أن توجد الفرق المنشدة في كل فصل في الرواية وبمناسبات معقولة: فمثلا في الفصل الأول يصح أن تدخل جماعة: (1) في ثوب أصدقاء أمين بك آتين لوداعه قبل رحيله. (2) أو بعض زملائه الراحلين معه إلى الحرب. بل ويمكن للمؤلف إن شاء أن يدعو أفراد قرية أمين بك كلهم نساء ورجالا لوداعه، فيكون ثمة منظر جميل وتسدل الستار في روعة وجلال.
ويمكن مثلا في الفصل الأخير: (1) أن نرى جماعات الكهنة من قدماء المصريين يطيبون إحسان بأدعيتهم وبخورهم، ويسألون السماء شفاءها، وكل هذا في لحن بديع يأخذ بالقلوب. (2) وممكن مثلا أن تسدل الستار على لحن مفجع حزين بعد موت بطلة القصة ينشده الجميع.
كل هذا في حيز الإمكان وكل هذا يكسب الأوپرا: (1)
جوا ممتعا لدى الجمهور. (2)
ويريح أبطالها من الغناء المتصل، وسأشرح هذه النقطة أيضا. (3)
ويعطي الملحن فرصة للتنويع والإجادة.
وكل هذا ممكن أن يتم بإدخال تعديل بسيط على (الهيكل) الموضوع الآن لا يئود المؤلف الفاضل ولا يشق عليه، والأمر بين يديه ...
ثانيا:
مع اعتراف المؤلف الفاضل في كلمة «تصديره» بأن الأوپرا مجهدة بغنائها المتواصل فإنه يرهق أبطاله بالغناء. (1)
المشهد الأول من الفصل الأول بين أمين بك وإحسان مسهب طويل أخشى أن يرهق المنشدين. ثم الرسالة التي تأتي لأمين بك من صديقه أظن من الخير لو كانت كلاما مرسلا يوقع على الموسيقى؛ لأني أظن أنه من العسير على الملحن أن يضع موسيقى لأبياتها الإحدى عشر، وفي لهجة من يقرأ رسالة. هذه القطعة يجب أن لا تغنى بل يجب أن تكون طبيعية ما أمكن، وأن يلمس فيها الجمهور لهجة الرجل الذي يقرأ رسالة لا نغم الذي ينشد؛ ولذلك يجب أن تقتضب في بيتين أو ثلاثة أو توضع كلاما مرسلا. (2)
Shafi da ba'a sani ba