175

وصلا إلى المطعم وشقا طريقهما إلى الطابق العلوي. وجلس تافرنيك إلى الطاولة نفسها، ومرة أخرى احتج رئيس الندل.

فقال تافرنيك: «إذا عاد السيد النبيل مرة أخرى الليلة، فستجد أنه سيكون سعيدا جدا بتناول العشاء معنا.»

ثم جاء البروفيسور. ودخل بدخلته المسرحية المعتادة، حاملا قبعته العريضة الحواف في يده وملوحا بعصاه ذات الطرف الفضي. عندما رأى تافرنيك وبياتريس، توقف فجأة. ثم مد كلتا يديه، فأخذتهما بياتريس على الفور. كانت الدموع تنهمر من عينيه، وتنساب على وجنتيه. وجلس بتثاقل على الكرسي الذي كان تافرنيك يمسكه له.

وصاح قائلا: «بياتريس، عجبا، هذا مؤثر للغاية! لقد أتيت إلى هنا لتناول العشاء مع والدك العجوز. هل تثقين بي إذن؟»

أجابت وهي لا تزال ممسكة بيديه: «بالتأكيد. إذا وشيت بي لإليزابيث، فستكون النهاية. في المرة القادمة، لن تعثروا علي أبدا.»

أكد لها: «لقد عرفت مكان وجودك بالضبط منذ عدة أيام. ولم أنبس به إطلاقا. أنت في أمان.» وأضاف متنهدا: «كانت وجباتي هنا أوقاتا حزينة. أما الليلة، فسنكون مبتهجين. بعض السمان، على ما أعتقد، السمان وبعض الشمبانيا من أجلك يا عزيزتي. أنت تحتاجين إليها. أوه، هذه هي السعادة الحقيقية!»

قالت، بعد أن أملى على النادل طلبا مطولا إلى حد ما: «أنت تعرف السيد تافرنيك يا أبي.»

اعترف البروفيسور بتفضل: «التقيت السيد تافرنيك هنا أمس، وتحدثت إليه.»

قالت بياتريس: «السيد تافرنيك كان لطيفا جدا معي في وقت كنت أحتاج فيه إلى المساعدة.»

فأمسك البروفيسور بيدي تافرنيك.

Shafi da ba'a sani ba