188

Ighathat Malhuf

إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي

Nau'ikan

Fikihu

... وحديث: (اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ماحملوا، وعليكم ماحملتم) (¬1) .

فقالوا: بأن هذه الأحاديث وأمثالها خاصة بأولئك الأمراء المتغلبين الذين قهروا العباد فلا يقدرون عليهم بشيء، فأمرهم بتفويض الأمر إلى الله لتعذر الحيلة (¬2) .

ثالثا: واستدلوا أيضا بما قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبته بعد أن بويع بالخلافة حيث قال: أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيتهما فلا طاعة لي عليكم" (¬3) .

... وبما فعلته الصحابة رضي الله عنهم في يوم الجمل وصفين وغيرها من المواقع، لأن خروجهم كان بادعاء الجور على من خرجوا عليهم، ولم يدع أحد من الخارجين نسبة الشرك والكفر على من خرجوا عليهم (¬4) .

3- الخلاصة:

بعد هذا الاستعراض لمذاهب العلماء وأدلتهم نخلص الى ما يلي (¬5) :

I- الأدلة التي توجب السمع والطاعة لهم تحمل على الذين لا يجاهرون بالمعصية ولا يتعدى جورهم إلى غيرهم ، وتجب لهؤلاء النصيحة ، فإن تابوا وآبوا فبها ونعمت أما إذا أصروا على فسقهم وجاهروا به أو تعدى جورهم إلى الرعية فتسقط عندئذ طاعتهم ويجوز خلعهم إن أمكن.

II- إذا كان جورهم بالتعدي على أحكام الدين ، وبفرض القوانين المخالفة للشرع كمن:(يطفئون السنة ، ويعملون بالبدعة ، ويؤخرون الصلاة عن وقتها ) فلا صبر ولا سمع ولا طاعة ، بنص الحديث .

¬__________

(¬1) رواه مسلم: النووي، (شرح صحيح مسلم)، ج12 ص439، ك33، ب12 برقم 4760.

(¬2) السالمي، (شرح الجامع الصحيح)، ج1، ص82.

(¬3) الكندي، (بيان الشرع)، ج82، ص169.

(¬4) إبن حزم، (الفصل في الملل والأهواء والنحل)، ج4 ص 172، والسالمي(شرح الجامع الصحيح)، ج1 ص81-82.

(¬5) انظر الدكتور قحطان الدوري حيث أورد في كتابه أقوال كثير من العلماء كالغزالي وابن تيميه وابن القيم والقسطلاني والشوكاني وغيرهم، (الشورى)، ص95.

Shafi 188