Ighathat Malhuf
إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي
Nau'ikan
العموم، تعظيما لحق القربى والرحم، وتفهيما لدفع التنافر والتشاجر، وترغيبا في إصلاح ذات البين، واستبقاء المودة والألفة لما يترتب على ذلك من عظيم المصالح، ثم مطابقة الأمر بالنهي، وإظهار عظم العناية، برفع الفواحش أولا، ثم مطلق المنكر ثانيا، عطف عموم على خصوص ثم بالعكس عطف على المنكر إيذانا بأنه لعظم شأنه كالذي يتساهل أن يذكر قسما وحده، للتنبيه عليه، فسبحان من أتى (¬1) جوامع الكلم.
وبهذا قد يستدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو البحر لا ساحل له ولا قعر، فإنه شامل لجميع أنواع الشريعة والحقيقة بالإجماع، من توحيد، وعبادات، وعادات، ومهلكات، ومنجيات، وأحكام، وحدود في نفس أو مال.
فمن الذي يطمع في استيفاء [27/209] جميع الوجوه فيه، من مسموع ومنظور، وملموس (¬2) ، ومعقول إلى غير ذلك؟
وبهذا يعرف أن ما تعرضنا لذكره ليس إلا نموذجا للقياس (¬3) ، أو توضيحا لمهم يحذر منه الالتباس، وإلا فلا سبيل هنا إلى تفصيل جميع أبوابه، ومقدماته، فكيف بحصر وجوهه وأنواع كلماته؟ فلربما يفنى الزمان، ولا يحيط به الإنسان، (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) (¬4) .
الفصل الثاني
في بيان الآمر والناهي والمأمور والمنهي (¬5)
¬__________
(¬1) " أتى" فعل ماض مبني للمعلوم، والمعنى : فسبحان من أتى بجوامع الكلم، والمراد بجوامع الكلم هنا هو القرآن الكريم المعجز، وجوامع الكلم يراد به : اللفظ القليل الدال على المعنى الغزير .
(¬2) في (أ، ج، ه):"ملبوس:" بدل "ملموس"، وهو خطأ.
(¬3) في (ز) جملة:"وبهذا يعرف....نموذجا للقياس" جاءت على النحو التالي:"وهذا يعرف ما من تعرضنا لذكره ما ليس هو إلا نموذجا للقياس" والقارىء يظهر له بسهولة ما فيها من ركاكة وضعف.
(¬4) سورة العنكبوت، آية رقم: 43.
(¬5) في (ز): لم يذكر العنوان.
Shafi 122