لفرآن عليه له تأويل آخر ليس هذا موضعه لأن اسم القرآن قد ينصرف عن القرآن المعروف إذا اشتبه المعنى إلى ما يحققه من تأويله. فأسماء الجبال [202] المذكورة في القرآن يطلب تأويلها إذا اشتبه معناها.
وهكذا الأشجار73 المذكورة فى القرآن فإنها تصرف إلى غير ما تعرفه العرب إذا احتيج إليه. ويكون تأويل الأشجار إما رجال أبرار، وإما رجال فجار. فالتى ذكرها الله من الأشجار بالخير والفضيلة فإنها واقعة على الأبرار من الرجال، كالشجرة المباركة الزيتونة الواقعة على سئد العابدين، وقد شرحنا عنه فى كتاب المقاليد. والتى ذكرها الله من الأشجار بالشر والرذيلة فإنها واقعة على الفجار من الرجال، كالشجرة الملعونة الواقعة على يزيد اللعين المذكور في هذا74 الكتاب، وشجرة الزقوم والشجرة الخبيثة المجتثة. فالأشجار الطيبة واقعة على رؤساء الدين الذين يثمرون العلم والحكمة، والأشجار الخبيثة واقعة على رؤساء الضلال الذين يثمرون الجهل والحيرة. فجميع ما فى [203] القرآن من الأسامى إذا تشابهت المؤدات منها وأنكرها العقل وجب صرفها إلى ما يحققها من تأويلها، وخاصة إذا كانت الأسامى مستعملة فى أخبار الأنبياء. فإن قصصهم مبنية أكثرها على التأويل لأنها أخبار قوم مضوا، ولا فائدة للخلق فى معرفة أخبار الماضين5 إن لم يوجد شبهها في الباقين.
فأريد أن أختم هذا الباب بالشرح عن تأويل قصة نبي من الأنبياء ليعلم أهل
Shafi 227