ولا اختلاف بيننا وبين من خالفنا [.2] من جميع الأمم وفرقها أن الله 27 غير محسوس ولا مدرك،28 وليس أحد يدعى أنه قد عاينه. وقد وجب الإقرار به من جهة أفعاله المحكمة المتقنة. ثم لما أرادت النفس الحكومة عليه من جهة صفة، أو سمة، أو نعت، أو حد، أو شبه، كان للعقل أن يزجر النفس عما تحكم فيه وتنسب إليه بأن يؤنبها29 ويوبخها ويعرفها وجه الصواب في معرفة معبودها من هذا الطريق، بأن المبد ع لا يخلو من أن يكون شبه خلقه ومثله من جميع الوجوه، أو يشبه بعضه ولا يشبه البعض الآخر، أو لا يشبهه بوجه من الوجوه. فإن كان المبدع سبحانه شبه خلقه ومثله من جميع الوجوه، كان فى خلقه إذا كفاية في القيام مقامه إذ لا يعدوه . ولما قام خلقه مقامه لما فيه من الكفاية بما ماثله وشابهه كان [21] المبدع إذا فضلة لا يحتاج إليها. والفضلة التي لا يحتاج إليها معطلة . فإذا المبد ع من هذا الوجه معطل غير محتاج إليه.
وإن 0 كان المبد ع سبحانه يشبه خلقه من بعض الوجوه ولا يشبهه من بعض، كانت القوة التي بها يمكن تفصيل المبدع عن المبدع غير موجودة فيما أفاض
Shafi 85