وإذا كان حال الثواب والعقاب ما مثلناه من الرفعة والضعة والسعادة والشقوة، فحقتا 0، لأهل الحق ألا يقصروا ولا يفتروا عن اقتناء العلوم ساعة واحدة يدخرونها لأنفسهم ويتزودون منها لمعادهم، وليجتهدوا وليبالغوا في تهذيبها وتثقيفها عن تمويه المموهين، فلا يقبلوا بهاا، إلا صدقا وحقا ويبعرضوا2، عما استحال وامتنع، فإنه يفسد جوهر[181] النفس ويوقعها في الدر كات والترهات،3 وليلزموا، بالصبر، فإنه عون للمرء إذا أخذ فى تعليم الحق على درك العلوم. ألا ترى، أن الله تعالى ذكره لما أخذ في وصف الذين يرثون الفردوس بدأ بالخشوع الذي هو الصبر والسكينة ? والمرؤ إذا أخذ فى تعليم الحق وتصويره45 زجرته6 4 العجلة عن التثبت فيه والبلوغ منه إلى غايته التي تورثه الراحة والسلوة. فإذا وجد من دليل فى العلم له إرشاد إلى الحق، وأسفر له بعض ما يرومه ويرتاده ، صبر عليه حتى يسفر له باقيه. وإن لم يصبر عليه يوشك أن يظلم عليه ما أسفر له، فيصير إلى شقوة الأبد.
Shafi 213