213

رمقه، ويستر به عورته بين الناس، ولا رتفع هو عن الخياطة وبيع الخلقان (1) بباب بيت الله الحرام إلى مخالطة وجوه التجار، ولكان غنيا به في الجاهلية عن تعليم الصبيان ومقاساة (2) الاطفال في ضرورته إلى ذلك لعدم ما يغنيه عنه ما وصفناه. وهذا دليل على ضلال الناصبة فيما ادعوه له من الانفاق للمال، وبرهان يوضح عن كذبهم فيما أضافوه إلى النبي صلى الله عليه وآله من مدحه على الانفاق. فصل آخر مع أنه لوثبت لابي بكر نفقة مال على ما ظنه الجها لكان خلو القرآن من مديح له على الاجماع وتواتر الاخبار، مع نزوله بالمدح على اليسير من ذوي الانفاق، دليلا على أنه لم يكن لوجه الله تعالى، وأنه يعتمد بالسمعة والرياء، وكان فيه ضرب من النفاق. وإذا ثبت أن الله تعالى عدل كريم لا ينوه بذكر اليسير من طاعاته، ويخفي الكثير، ولا يمدح الصغير، ويهمل الكبير، ففي خلو القرآن من ذكر إنفاق أبي بكر أو مدحه له بذكر الانفاق على الشرط الذي وصفناه أوضح برهان على ما قدمناه. ثم يقال لهم: قد علمت الكافة أن نفقات الصحابة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله إنما كانت في السلاح والكراع ومعونة الجهاد وصلات هامش (1) الخلقان: جمع خلق، الثوب البالي. " الصالح - خلق 4: 1472 ". (2) المقاساة: المكابدة والمعالجة. " تاج العروس - قسا - 10: 293 ".

--- [ 215 ]

Shafi 214