24

Ifsah

الإفصاح عن معاني الصحاح

Bincike

فؤاد عبد المنعم أحمد

Mai Buga Littafi

دار الوطن

Nau'ikan

فكان على معنى الهدية من أبي بكر ﵁ للنبي ﷺ مثل اللحم الذي تصدق به على بريرة. وقوله: (فاتبعنا سراقة بن مالك ونحن في جلد من الأرض). يعنى بالجلد: الأرض الصلبة الغليظة غير متهيلة ولا متخسفة. (٩/ ب). وقوله: (في جلد من الأرض) فإن ارتطام فرس سراقة في جلد من الأرض آية من آيات الله ﷿ على نبوة محمد ﷺ. وقوله: (ألم يأن للرحيل؟) يعني الوقت للرحيل، وهذا مما يدل على أن رسول الله ﷺ كان في تلك الحال على ما مضى فيه من تشريع الهرب من المخوف، ثابت الجنان قوي القلب بربه ﷾، فلم يهب من النوم هبوب المنزعج ولا الخائف ولذلك قال: (ألم يأن للرحيل؟)، قال: (بلى). وقوله: (فقلت يا رسول الله: أتينا، فقال: لا تحزن إن الله معنا). * وهذا مما يدلك على أن أول سابق سبق إلى قلب رسول الله ﷺ عند شدة الصدمة والفزع إلى الله سبحانه لا إلى مخلوق، فلم يقل: سنتوارى في هذا الشجر، ولا: سنرقى هذا الجبل، ولكنه قال: (لا تحزن إن الله معنا) وهاهنا يتبين الإيمان لا بالنوم في الشمس ولا بشرب اللبن الذي فيه القذى التراب. وقوله: (فدعا عليه رسول الله ﷺ فارتطمت فرسه): * ارتطمت الفرس إلى تشبثت ولم تكد تتخلص. وقوله: (إلى بطنها). أرى هذا يدل على أن الصديق كان شديد التحرج في نطقه لأنه قال: (أرى) أي أحسب.

1 / 62