وهكذا زالت إمبراطورية بريطانيا الأفريقية بعد عدد من الثورات الدامية، وخاصة في مصر وكينيا (حركة الماو ماو).
الاستعمار الألماني
يبدأ اهتمام ألمانيا بأفريقيا مبكرا وإن لم تدخل معركة التقسيم الأفريقي إلا مؤخرا جدا بالقياس إلى بريطانيا وفرنسا، ففي 1683 أسس أحد ضباط مملكة براندنبورج حصنا على ساحل غانا الحالي، ولكن فردريك فيلهلم الأول باع الحصن للهولنديين عام 1717، وتلى ذلك فترة طويلة انشغلت فيها ممالك ودوقيات ألمانيا بوحدتها، حتى جاء الأمير بسمارك في النصف الثاني من القرن الماضي فوحد ألمانيا، ولم يكن بسمارك يولي رغبات التوسع الألماني خارج أوروبا أذنا صاغية، ولكن ما إن تحسنت أحوال ألمانيا وثبتت أقدام الوحدة وتوترت الظروف الدولية الأوروبية عام 1883، حتى أدرك أن هذه هي فرصة ألمانيا لتكوين مستعمرات وراء البحار.
خريطة رقم (1).
خريطة رقم (2).
ولقد اشترك كثير من الألمان في كشف مجاهل أفريقيا أمثال بارت، رولفس، شفاينفورت، شنتزر (أمين باشا) كما أن شركات ألمانية عديدة قد أنشأت لنفسها مقار تجارية على شواطئ أفريقيا، ومن بين كبار التجار الألمان أدولف لودريتز الذي اشترك مع مجموعة أخرى واستولى على ميناء
Angra Pequena
شمال مصب الأورنج عام 1883، وبعد وفاة لودريتز سمي الميناء والخليج الذي يقع عليه باسمه، ولا يزال يحمل هذا الاسم حتى الآن. وقد كان ميناء لودريتز هو البذرة التي نمت حولها مستعمرة ألمانيا في جنوب غرب أفريقيا، وقد سعى الألمان كثيرا لتثبيت أقدامهم في جنوب أفريقيا، وخاصة محاولتهم التقرب من جمهوريات البوير ضد بريطانيا، وكذلك حاول البوير أخذ العون من ألمانيا، وكانت مساعي الألمان والبوير أن يتلاقيا في كلهاري، ولكن سيسل رودس قطع عليهم الاتصال بإعلان بتشوانالاند محمية إنجليزية عام 1886، وكذلك كان لاحتلال الإنجليز لميناء فالفش باي وعقد معاهدة مع البرتغال عام 1886، أثر حدد النفوذ الألماني فيما بين مصب الكونيني في الشمال والأورنج في الجنوب. وفي 1890 عقدت معاهدة مع بريطانيا تحدد خط 20 طولا حدا للمستعمرة الألمانية في صحراء كلهاري، ولكن أضيف إلى المستعمرة لسان يمتد في الشمال حتى الزمبيزي سمي نطاق كابريفي.
وفي 1884 وضع حجر الأساس في إقامة المستعمرتين الألمانيتين في غرب أفريقيا: توجولاند والكمرون، وقد قام بهذا العمل الرحالة الألماني المشهور جوستاف ناختيجال، وقد حاولت بريطانيا عرقلة النفوذ الألماني هنا منذ البداية؛ فقد توجهت سفينة حربية بريطانية إلى الكمرون وعليها قنصل إنجليزي مكلف بمثل مهمة القنصل الألماني ناختيجال، ولكنها وصلت متأخرة بضعة أيام عن السفينة الألمانية.
ولولا معرفة ناختيجال بداخلية أفريقيا لما حصلت ألمانيا على مستعمرة الكمرون الواسعة في المعاهدة التي أبرمت مع فرنسا وإنجلترا بهذا الصدد. وفي 1911 وسعت مستعمرة الكمرون باتفاق فرنسا مقابل أن تترك ألمانيا فرنسا لمهمتها «السلمية» في مراكش.
Shafi da ba'a sani ba