الجزائر: التي اتسعت منها رقعة الإمبراطورية الفرنسية شرقا إلى تونس، وغربا إلى المغرب، وجنوبا إلى الصحراء الكبرى ونهر النيجر. (2)
سنجامبيا: التي امتد منها النفوذ الفرنسي إلى النيجر، وارتبط بقواعد ثانوية أخرى من الجنوب في ساحل العاج وداهومي. (3)
جابون: ومنها انطلق النفوذ الفرنسي إلى نهر الكنغو في اتجاه الشرق والجنوب الشرقي، ونهر الأوبنجي في اتجاه الشمال الشرقي، وقد أدى احتلال تشاد والنيجر إلى ربط المنطقة الاستوائية الفرنسية بغرب أفريقيا الفرنسية.
وإلى جانب النشاط الفرنسي في القسم الغربي والاستوائي من أفريقيا، فإنها قد اتجهت أيضا إلى شرق القارة فاحتلت جيبوتي 1888، وكونت ما يعرف حتى الآن باسم الصومال الفرنسي، وقد خدمت جيبوتي فرنسا في توسعها في الهند الصينية. وفي الجنوب الشرقي من أفريقيا نجد فرنسا تحتل جزيرة مدغشقر في الفترة ما بين 1886 و1896، ويستتب لها الأمر بعد ذلك.
وقد كان اهتمام فرنسا بشرق القارة واحتلال جيبوتي ومدغشقر رد فعل للاحتلال البريطاني لمصر في 1882، وقد بلغ النزاع الفرنسي البريطاني أوجه في حادثة فاشودة، التي التقى فيها الجيش الإنجليزي المصري ببعثة الكولونيل مارشان، وفي هذا المكان كان المحور الاستعماري الإنجليزي من الجنوب إلى الشمال - من كيبتاون إلى القاهرة - قد التقى وجها لوجه مع المحور الاستعماري الفرنسي من الغرب إلى الشرق: من السنغال إلى الصومال. وباسم مصر والسيادة المصرية العثمانية على السودان، استطاعت بريطانيا أن تقنع فرنسا بسحب قوات مارشان والعلم الفرنسي من فاشودة، وعلى إثر هذه الهزيمة الدبلوماسية لسياسة فرنسا الاستعمارية في أفريقيا حددت أطماع الدولتين، فرنسا وإنجلترا، في أفريقيا معاهدة 1904، تنص بنود هذه المعاهدة على أن تمتد حدود فرنسا من جنوب ليبيا إلى حدود الكنغو الشمالية، وبذلك ضمت واداي إلى فرنسا. واتفق أيضا على أن تدخل المغرب في دائرة النفوذ الفرنسي مقابل وقوع مصر والسودان في قبضة بريطانيا، وهذه المعاهدة مشهورة في التاريخ باسم معاهدة «الوفاق الودية
Entente Cordiale »، وكان من نتائج المعاهدة النزاع الألماني الفرنسي حول مراكش.
ومنذ 1904 حاولت فرنسا بالاشتراك مع إسبانيا أن تحول سلطنة مراكش إلى محمية فرنسيية، ولكن الألمان ردوا على هذه المحاولات بزيارة وحدات من الأسطول الألماني لمياه مراكش، وزيارة الإمبراطور فيلهلم لطنجة، وكان ذلك بمثابة طعنة لمؤتمر الجزيرة الذي كان معقودا عام 1906 بين فرنسا وإسبانيا، ولكن فرنسا سارت في سياستها واحتلت عاصمة مراكش بالرغم من زيارة السفينة الحربية الألمانية «بانتر شبرونج» لمياه مراكش (أغادير) عام 1911، وبالتالي زادت هذه الأزمة من انعزال ألمانيا عن بقية الدول الأوروبية، وبالرغم من هزيمة ألمانيا الدبلوماسية في موضوع مراكش، إلا أنها نالت تعويضات قليلة الأهمية - ضم جزء من الكنغو الفرنسي إلى الكمرون الألماني.
وبعد انتهاء موضوع مراكش كانت الإمبراطورية الفرنسية في أفريقيا قد استكملت شكلها النهائي؛ ففي 1904 تكونت أفريقيا الغربية الفرنسية (السنغال - السودان - موريتانيا - النيجر - غينيا - ساحل العاج - الفولتا العليا - داهومي)، وأفريقيا الاستوائية الفرنسية (تشاد - أوبنجي وشاري - الكنغو الأوسط - جابون).
وعلى عكس المستعمرات البريطانية - إدارات وحكم محلي - فإن السياسة الاستعمارية الفرنسية ظلت تسير على قاعدة الحكم المركزي للمستعمرات.
وبعد الحرب العالمية الأولى انتدبت فرنسا لإدارة أجزاء من المستعمرات الألمانية في غرب أفريقيا، فنالت الجزء الأكبر من الكمرون، ونصف توجو، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية صدر الدستور الفرنسي الجديد لعام 1946، وفيه حدث تغير دستوري في موقف المستعمرات؛ فبدلا من وضعها السابق أصبحت هذه المستعمرات أجزاء من فرنسا وراء البحار، وعلى غرار الكومنولث البريطاني أصبحت هذه الأجزاء تكون ما عرف باسم «الاتحاد الفرنسي
Shafi da ba'a sani ba