أعشاب الجبال، وتحتل 3,2٪ من مساحة أفريقيا.
وكما سبق أن أوضحنا، فإن ارتفاع أجزاء كثيرة من أفريقيا في صورة هضاب عالية قد جعل نسبة أعشاب الجبال عالية، كذلك كان لطول وقصر فصل المطر أثر على انتشار أنواع السفانا. وفي المناطق القريبة من الغابات الاستوائية، حيث يطول فصل المطر، تنتشر أنواع السفانا العالية ذات الأشجار القصيرة، وكلما ابتعدنا تجاه المنطقة الجافة تتزايد نسبة مساهمة أشجار السنط في السفانا، مما يؤخذ دليلا على طول فصل الجفاف.
وأخيرا فإن الحياة النباتية في المناطق الجافة تتراوح بين العدم المطلق «الصحراء العارية الرملية»، وتحتل حوالي 8٪ من مساحة القارة، وبين أعشاب صغيرة تتلاءم مع الحياة الحارة الجافة، وتحتل مساحة 31,4٪ من مساحة القارة. ويلاحظ أنه لا وجود للصحاري الرملية العارية عن النبات إلا في أجزاء معينة من الصحراء الكبرى، خاصة مناطق بحار الرمل الواسعة في الصحراء الليبية وصحاري موريتانيا والجزائر.
وفيما يلي وصف سريع لأهم أنواع الحياة النباتية الطبيعية: (2-1) الغابات الاستوائية
من أهم ما توصف به هذه الغابات أنها أشجار دائمة الخضرة على عكس الأشجار التي تنفض أوراقها في موسم الجفاف، وتظهر الغابات الاستوائية مرتبطة بشدة في توزيعها مع توزيع نطاقات المناخ الاستوائي باستثناء هضبة شرق أفريقيا، وأكبر مساحة متصلة للغابات الاستوائية الأفريقية تظهر في حوض الكنغو ومنطقة جابون وجنوب الكمرون، وفيما عدا ذلك تتكون الغابة الاستوائية من أشرطة ساحلية تضيق وتتسع في غرب أفريقيا حسب كمية المطر وشكل التضاريس، بالإضافة إلى ذلك تظهر أشرطة ساحلية في شرق أفريقيا وموزمبيق وغابات أروقة في بحر الغزال.
وتتكون الغابة الاستوائية من أشجار ضخمة يبلغ طولها في المتوسط 50 مترا، ويعلو الغابة غطاء أو أكثر من فروع وأغصان وأوراق الشجر المتشابكة، وكل غطاء مرتبط بأطوال الأشجار، وأعلى غطاءات الغابة يتكون من الأشجار التي يتراوح ارتفاعها من 60 إلى 80 مترا، وأكثر الغطاءات انخفاضا يتكون من الأشجار التي لا تزيد عن 20 مترا، كما أن النمو الأرضي في الغابة الاستوائية قليل؛ وذلك لكثرة المخلفات النباتية الساقطة على الأرض، وهناك ميزة ثالثة هي كثرة النبات المتسلق الذي يسد الفراغات ما بين الأشجار، ويجعل الانتقال داخل الغابة أمرا شاقا ويحجب الرؤية إلى مسافات طويلة.
ومع ذلك فالغابة الاستوائية الأفريقية في معظمها ليست هي الصورة التي كانت عليها قبل ظهور الإنسان، وبالتالي فهي لا تمثل الغابة الطبيعية إلا في حدود ضيقة، على عكس معظم غابات الأمازون، والسبب في هذا راجع إلى اختراق الإنسان المزارع نطاق الغابة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وقطعه لمساحات عديدة منها طوال أجيال متعاقبة، مما أدى إلى وجود غابة استوائية ثانوية؛ أي نمو غابي طبيعي بعد قطع وحرق الغابة الأصلية مرة على الأقل.
ونضيف إلى ذلك أن الإنسان قد ساعد على انتشار أنواع معينة من أشجار الغابة الاستوائية، بل وزرعها في مساحات واسعة لفائدتها الاقتصادية، نذكر من أهم هذه الأشجار نخيل الزيت الذي يكاد يحتكر المظهر العام للغابة الاستوائية في جنوب نيجيريا ومنطقة الكمرون الاستوائية.
ورغم تدخل الإنسان في الغابة الاستوائية إلا أنها تضم عددا كبيرا من أنواع الأشجار، وتدل أبحاث الخبراء على أن هناك ما بين 20 و30 نوعا من الأشجار في مساحة الفدان الواحد داخل الغابة الاستوائية، وأن هناك ما بين 400 و500 نوع من الأشجار الضخمة، و800 إلى 1000 نوع من بقية أنواع الأشجار في أفريقيا الاستوائية، وهذا التنوع الضخم ربما يرجع إلى سرعة النمو وعدم فصليته، مما يؤدي إلى حدوث طفرات في النوع وظهور أنواع جديدة باستمرار. ورغم هذا التنوع، إلا أن ذلك يؤدي إلى صعوبة استغلالها اقتصاديا، ولولا وجود أنواع مرغوبة من أشجار الغابة الاستوائية لكان استغلالها قد توقف، ومن أهم الأمثلة على الأشجار المستغلة نخيل الزيت والرافيا، والمطاط وأشجار الأخشاب الراقية. (2-2) الغابات الجافة
تتكون هذه الغابات من أشجار قليلة التنوع، ولكنها ليست سميكة الجذوع، بحيث لا يزيد قطر الجذع في الغالب عن 30 سنتيمترا، وأطوالها ليست كبيرة، وتنمو أغصانها وأوراقها في القسم الأعلى من الجذع فقط، وتمتد هذه الأغصان في اتجاه عمودي على الجذع، بحيث يمكن وصفها بأنها أشجار ذات قمم مسطحة، ولا يوجد نموعشبي أرضي كبير، ولذلك فإن هناك جدلا بين النباتيين على إعطاء هذا الشكل من النمو النباتي اسم وصفة الغابة. وهناك كثيرون يحبذون أن يطلق عليها اسم «أراضي مشجرة
Shafi da ba'a sani ba