[النسخ]:
النسخ من نص كتابهم وما تقتضيه أصولهم:
أقوال لهم: هل كان قبل نزول التوراة شرع أو لا؟ ١
_________
١ صرحت التوراة التي في أيدي أهل الكتاب في عدة مواضع بأن النسخ لا يقع البتة، مع أن النسخ واقع ولازم في نصوص التوراة وشرح التلمود، والمؤلف ﵀ يلزمهم بذلك من عدة وجوه كما سنرى إن شاء الله.
واليهود والنصارى يعترضون على المسلمين، ويعيبون عليهم وجود النسخ في شريعتهم، ويفهمون من ذلك أن الله سبحانه أعطى عن عمد حكمًا ناقصًا لا يوصل إلى المطلوب. ويرون أن هذا وصف لله بالجهل وعدم الحكمة. ويقولون: كيف يجوز أن ينسب إلى الله تعالى كتاب ينقض بعضه بعضًا؟ يريدون بذلك: ينسخ بعضه بعضا.
وهذا الفهم إنما نشأ من كتمانهم للحق أولًا، ومن جهلهم بحقيقة النسخ ثانيا؛ لذا سأذكر نُبْذَة عن حقيقة النسخ وحكمته:
تعريف النسخ:
النسخ لغة: الإزالة. يقال: نسخت الشمس الظل: أي أزالته وحلت محله. ويقال له: التبديل أيضا، وهو جعل شيء مكان شيء آخر. =
1 / 19