Ifada a Tarihin Aimma
الإفادة في تاريخ أئمة السادة
Nau'ikan
صفته عليه السلام ونبذ من أحواله قبل ظهوره
كان عليه السلام طويل القامة، يضرب إلى الأدمة، به طرش من ضربة أصابت أذنه في حادثة اتفقت عليه بنيسابور أو بناحية جرجان فقد اختلف الرواة في ذلك سنذكرها.
وكان جامعا لعلم القرآن والكلام والفقه والحديث والأدب والأخبار واللغة، جيد الشعر، مليح النوادر، مفيد المجلس، ناشئا على الزهد والورع، مثابرا على العبادة، قد رأى مشائخ الكوفيين، وروى عنهم وعن غيرهم.
ورد طبرستان أيام الداعي الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وبقي عنده إلى أن توفي، وولي أخوه محمد بن زيد رضي الله عنه، فأقام معه، وكانا معظمين له عارفين بفضله وعلمه، ولم يكن يتلبس لهما بعمل ولا يلي من جهتهما شيأ، وربما كانا يفوضان إليه تفرقة مال العلوية فيهم، فيفعل ذلك.
وقد كان فارق محمد بن زيد في وقت وخرج إلى نيسابور في أيام المعروف بمحمد بن عبد الله الجحستاني، طامعا في أن يتمكن بها من الدعاء إلى نفسه، فتوفر عليه الجحساني وأكرمه.
وشرع في الدعوة سرا، وأجابه كثير من قواده وغيرهم، وذكر بعض من صنف أخباره، أن ذلك في ناحية جرجان لما وردها الجحستاني وانحاز عنها الحسن بن زيد، وأحوج عليه السلام إلى الإقامة هناك، فسعى به بعض من كان وقف على أمره، فأخذه واعتقله وضربه بالسياط ضربا عظيما، ووقع سوط في أذنيه فأصابه منه طرش، واستقصى عليه بأن يعترف بما كان منه، ويعرفه أسامي أصحابه، فثبت على الإنكار، ثم أفرج عنه، وقيل: إن محمد بن زيد كاتبه في معناه والتمس منه تخلية سبيله، فعاد إلى جرجان، وقيل: إنه تخلص بخروج الجحستاني من جرجان، وهذا قول من ذكر أن النكبة اتفقت عليه بناحية جرجان.
Shafi 112