Ifada a Tarihin Aimma
الإفادة في تاريخ أئمة السادة
Nau'ikan
[عودة إلى أخبار الناصر]
واتصل به رضي الله عنه ما عزم عليه أحمد بن إسماعيل والي خراسان من بروزه من بخارى بجيشه وقضه وقضيضه قاصدا طبرستان، ومتوجها إلى حربه وإظهاره أنه يخربها ولا يبقي بالديلم شجرة إلا قلعها لما جرى على عسكره، واشتغل قلبه [أي الناصر] وقلوب أوليائه بذلك اشتغالا عظيما.
فلما كان يوم من الأيام خرج إلى مجلسه، وقال: قد كفيتم أمر هذا الرجل، فقد وجهت إليه جيشا يكتفى بهم في دفعه، فقالوا له: أيها الإمام ومن أين هذا الجيش، ومتى انفذتهم؟! فقال صليت البارحة ركعتين ودعوت الله عليه! فلما كان بعد أيام ورد الخبر بأن غلمانه قتلوه، وكفي رضي الله عنه أمره. هذه حكاية معروفة مشهورة، قد حدثني بها غير واحد من الثقات.
وله رضي الله عنه أشعار كثيرة، ومما قاله عند دخوله الديلم وشروعه في الدعوة هذه الأبيات:
ولما أصبنا بشيخ العشيرة .... وابن علاها ومنانها
وآسفنا مل عدا مؤسف .... من اغتام علج خراسانها
نصبنا لهم مدرها في الخطوب .... طبا بها قبل حدثانها
حلاحله يستدين الرجال .... ويقضي فوادح أديانها
فلما تبين أسبابه .... وأبصر فرصة إمكانها
نحا جبل الديلمين المنيف .... يدعو إلى الله رحمانها
فساعد منهم بها عصبة .... كأسد العرين بخفانها
ولا هج جاءت ومرقالها .... تزجي المنايا بفرسانها
وأقبل يزقل في جمعة .... بنخبة فتيان جيلانها
وليلى أجاب ولم ينتظر .... وثار بأصحاب نعمانها
ونلنا المنى بأبي جعفر .... وفارسها ليث شبانها
فسالت عساكرنا كالأتي .... يضيق بها رحب قيعانها
وقال أيضا:
وجستان أعطى مواثيقه .... وأيمانه طائعا في الحفل
وليس يظن به في الأمور .... غير الوفاء بما قد بذل
وإني لآمل بالديلمين .... حروبا كبدر ويوم الجمل وله من قصيدة أولها:
Shafi 123