Gudanar da Musulunci Lokacin Girma na Larabawa
الإدارة الإسلامية في عز العرب
Nau'ikan
ومما يعد من خطيئاته الإدارية: مبادرته إلى عزل جميع عمال عثمان، ولم يتربص بالأمر وصول البيعة إليه من أهل الأمصار،
94
ولم يصخ إلى تحذير المحذرين، ولا نصح الناصحين، بل أبى من الإبقاء عليهم أو أحدا منهم إباء تاما كأنه قد وقر في نفسه أن هؤلاء العمال لا يصلحون لأن يلوا شيئا من أمر المسلمين، وأن الإبقاء على واحد منهم يوما كاملا نقص في دينه، ولو أنه اتأد في الأمر، وعالجه برفق وأناة، واصطبر حتى استتب له الأمر وبايعه أهل الأمصار لما كان في عزل الولاة شيء؛ لأن الخليفة هو الذي يعطي الولاة سلطانهم، فهو حر في اختيار عماله. ولما طالبه أصحاب الرسول بإقامة الحد على من شرك في دم عثمان بين لهم أن القوم الذين في أيديهم دم عثمان يملكون أهل المدينة وأهل المدينة لا يملكونهم، وقد ثارت إليهم العبدان وفاءت إليهم الأعراب، وبأيديهم الحول والطول بالمدينة، وأهلها لا يقدرون منهم على شيء، وطلب إليهم إنظاره حتى تهدأ الحال، ويتمكن من أخذ المجرمين بذنوبهم.
ومن عماله: عبد الله بن عباس، وكان واليه على البصرة، وإليه الصدقات والجند والمعاون، وقثم بن العباس، وعبيد الله بن عباس، وأبو الأسود الدؤلي، وسهل بن حنيف وغيرهم.
هوامش
إدارة الأمويين
الإدارة على عهد معاوية بن أبي سفيان
ما عرفت للحسن بن علي طريقة في الإدارة؛ لأنه لم يطل أمره غير بضعة أشهر وذلك في العراق والحجاز، أما سائر الأقطار فكانت في يد معاوية، ولكن عبد الله بن عباس من أعظم أنصار علي كتب إلى الحسن أن يولي أهل البيوتات والشرف يستصلح بهم عشائرهم حتى تكون الجماعة؛ فإن بعض ما يكره الناس ما لم يتعد الحق، وكانت عواقبه تدعو إلى ظهور العدل وعز الدين، خير من كثير مما يحبون، إذا كانت عواقبه تدعو إلى ظهور الجور ووهن الدين. حتى إذا كان عام الجماعة، ونزل الحسن عن الخلافة، وأجمع المسلمون على استخلاف معاوية (41ه) التفت هذا إلى سياسة الملك بحزم شديد وعزم أكيد، وقد كان من قبل يسوس الناس تحت سلطان أعظم من سلطانه، فأصبح يسوسهم بسلطانه مباشرة، ولا يطلب منه حساب لغير نفسه وديانه. وساعد معاوية على حسن إدارة الملك سابقة له من تجربة طويلة، ابتدأت منذ كان كاتب وحي رسول الله يشهد روعة الرسالة، ويأخذ من البيئة النبوية، فتثقف على أتم ما يكون من الكمال، ورأى منه أبو بكر وعمر ما رآه منه صاحبهما من الغناء فولي الشام عشرين سنة تمرس
1
خلالها بالسياسة، واتسع أمامه أفق جديد من النظر، فأدهش من تولى أمره بحلمه وعلمه وثاقب رأيه وفرط دهائه، وكان أبوه من قبل يعالج شئون الناس ويتألفهم ويعرف ما يصلحهم، وعنه أخذ شيئا في هذا المعنى، والناشئ في مثل هذه الأعمال يتحنك في الإدارة، ويكون إماما في صناعته.
Shafi da ba'a sani ba