وعلى ما أنشده عبد الدائم، لا يتزن بوجه، ولا على حال، لأن فيه حركة زائدة، فتأتي على قوله، القسم الثاني من "شطر السريع" فعجبت من هذا.
وأنشد أبو علي في الباب.
(٦٩)
وقاتمِ الأعماقِ خاوي المخترقْ
هذا الرجز لرؤبة بن العجاج
الشاهد فيه قوله
"وقاتم" هو مجرور بإضمار "رب" بعد الواو، وهذا مذهب سيبويه.
وخالفه في ذلك أبو العباس المبرد وقال: أن "رب" حذفت، وجعلت الواو عوضًا منها، فجرت على تأويل "رب"، كما كانت عوضًا من "باء" القسم.
واستدل على ذلك بهذا الشطر، وقال: لأن الواو للعطف، وواو العطف لا تكون إلا بعد كلام، يعطف عليه فدل هذا على أنها بدل من "رب".
والذي قاله المحتج لسيبويه: قد وجدنا الخفض بعد الفاء، وبعد بل كثيرًا، ولا يدعي أحد أن يقول: إن الفاء وبل تبدلان من "رب".
وقد جاءت الواو أيضًا في أول القصائد كثيرًا، فمما فيه الخفض، بعد الفاء قول امرئ القيس:
فمثلكِ حبلى قدْ طرقتُ ومرضعًا
وقال آخر:
فإنْ أهلكْ فذي حنقٍ لظاهُ ... عليَّ يكادُ يلتهبُ التهابا
وقال آخر:
فحورٍ قدْ لهوتُ بهنَّ عينٍ ... نواعمَ في المروطِ وفي الرَّياطِ
ومما جاء الخفض فيه