وأما استمداده: فمن العقل باستعمال الفكر في صنع الله تعالى وقياس فعل الباري على فعلنا في الاحتياج إلى المحدث مع الاشتراك في الحدث، وسيأتيك نبأه ومن السمع أيضا فيصح الاستدلال على الباري تعالى بالآيات المثيرة لدفائن العقول وهي زهاء خمسمائة آية عند أئمتنا عليهم السلام والجمهور ، وعند أبي رشيد وبعض متأخري صفوة الشيعة : أنه يصح الاستدلال بالقطعي مطلقا. وعند الإمامية والبكرية وبعض المحدثين : أنه يصح بالظني مطلقا. وقال أبو هاشم: لا يصح بالجميع مطلقا.
قلنا: المعلوم قطعا باتفاق علماء الكلام أن الدليل ما اهتدى به العقل إلى المطلوب بواسطة النظر ولو بالتدريج والانتقال من دليل إلى دليل إلى المطلوب، والآيات التي وصفناها تدل العقل بواسطة النظر إلى الدليل على كون ذلك الدليل مصنوعا ، إذ لابد من النظر فيها بدليل قوله تعالى{أفلا يتدبرون القرآن}الآية(النساء:82.)، ونحو ذلك. (وينتقل) إلى كونه له صانع يشهد بذلك تفسيرهم اسم الله تعالى في قوله تعالى{هو الظاهر والباطن}(الحديد:3.)حيث قالوا: هو الظاهر بصنعه ولا يكون ظاهرا حتى يعرف حق معرفته ولا يعرف حق معرفته حتى تعرف صفاته وكالاستدلال على (كونه حيا) بالمصنوع.
وأبو هاشم يجريها مجرى محض الدعوى ولم يقر بأنها منبهة وهو مردود بعدم الفرق بينهما وبين الاستدلال بالصنع على كونه تعالى حيا،وبقوله تعالى{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}(الإسراء:9.)ولم يفصل ، (وبقول) علي عليه السلام في خطبة الأشباح: فانظر أيها السائل بعقلك فما دلك (القرآن عليه ) من صفته فأتمر به.
Shafi 4