273

وأما السيد حميدان فله في التشديد والإغلاظ على تجنب مذاهب المعتزلة ومنع اتباع أقوالهم كلام واسع حتى أنه ألف كتابا سماه كتاب الأقوال العاصمة من الاعتزال، وقال في كتاب التصريح: وأما الفصل الثامن وهو في ذكر جملة مما يعتذر به من جمع بين التشيع والاعتزال فالغرض التنبيه بذكر بعضها وبيان بطلانها على خدعهم بإظهار التشيع لمن لم يكن ليدخل معهم في مذهب الاعتزال لو لا خدعهم له بذلك فمما ينبه من ذلك على أشباهه إيهامهم أنهم (لا يجدون) للأئمة في أصول الدين وأصول الفقه من العلم مثل الذي وجد للمعتزلة في الدقة والكثرة والبيان وأنهم لم يتبعوهم في ذلك إلا من طريق النظر والاستدلال لا من طريق التقليد وأنهم لو اكتفوا في ذلك بعلوم الأئمة عليهم السلام للزمهم أن يكونوا مقلدين ومفرطين واعتذارهم للأئمة فيما نسبوا إليهم من التقصير بأنهم قنعوا بالجمل واشتغلوا بالجهاد، وقولهم أن المعتزلة شيوخ لكثير من الأئمة في العلم وقول بعضهم أن لفظة الاعتزال ما وردت في الكتاب والسنة إلا صفة مدح، قالوا وخطأ المعتزلة في الإمامة هين في جنب (ما وضعوا) في العدل والتوحيد وهذا بناء على القول بالموازنة.

Shafi 329