Idah Fi Sharh Misbah
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Nau'ikan
وأما فضيلة طيب المنشأ: فلأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي كفله وآواه وأدبه ورباه فلم يسجد لصنم ، ولم يقع في مأثم، وقد بين عليه السلام ذلك في بعض خطبه المذكورة في نهج البلاغة فقال: وقد علمتم موضعي من (رسول الله) بالقرابة القريبة والمزية الخصيصة وضعني في حجره وأنا وليد يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ويمسني جسده ويشمني عرقه وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه وما وجدلي كذبة في قول ولا خطية في فعل.
وأما فضيلة السبق: فلأنه عليه السلام أول ذكر آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصلى معه، وله مع فضيلة السبق فضيلة العصمة وفضيلة إيتاء الحكمة في حال صغره ومن شعره في معنى ذلك قوله:
سبقتكم إلى الإسلام طرا غلاما ما بلغت أوان حلمي
وآتاني ولايته عليكم رسول الله يوم غدير خم
وأما فضيلة العلم: فلأنه عليه السلام وارث علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمخصوص بمكنون سره، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم(أنا مدينة العلم وعلي بابها) وكان كل الصحابة محتاجا إلى علمه ولم يكن محتاجا إلى علم أحد منهم، ومما يؤيد ذلك: حكاية الحاكم عنه عليه السلام في كتاب تنبيه الغافلين أنه قال: لو كسرت لي الوسادة ثم جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والله ما من آية
نزلت في بر ولا بحر ولا سماء ولا أرض ولا سهل ولا جبل ولا ليل ولا نهار إلا وأنا أعلم متى نزلت وفي أي شيء نزلت، وما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وأنا أعلم أي آية نزلت فيه تسوقه إلى جنة أو نار.
Shafi 274