229

ومما يدل على إمامته عليه السلام من السنة أيضا ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :(أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)، هذا الخبر قد روي من طرق شتى وإن كان دون خبر الغدير، وقد اختلف أصحابنا فيه، فقيل: هو خبر متواتر كخبر الغدير وهذا هو مذهب المنصور بالله ورواه في شرح الأصول عن كثير من السادات وعول على هذا إمام زماننا أيده الله تعالى، ومنهم من لم يقض بكونه متواترا وإنما استدل على صحته بإجماع العترة وتلقته بالقبول من غير مناكرة فيه، بل هم بين مستدل به على إمامته ومستدل به على فضله وإلى هذا ذهب صاحب شرح الأصول، وبيان الاستدلال بهذا الخبر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أثبت لعلي عليه السلام جميع منازل هارون من موسى بدليل أنه استثنى النبوة وهو يدل على الاستغراق، ولاشك أن هارون خليفة على قومه لإجماع المسلمين على ذلك ولقوله تعالى{وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين}(الأعراف:142)، ولولا استحقاقه للخلافة وصلاحه لها لم يكن ليستخلفه، ومن منازله الشركة في الأمر كما حكى الله عن موسى بقوله{رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي}(طه:26،27،28) إلى قوله {قد أوتيت سؤلك يا موسى}(طه:36) ومن جملة منازل هارون من موسى كونه أفضل أمته فيجب أن تثبت جميع هذه المنازل لعلي عليه السلام لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يستثنها مع النبوة.

Shafi 271