الجواب: أنه تعالى لو كان معلوما ضرورة لكان الجاهل به معذورا، إذ العلم الضروري حاصل من جهة الله لا اختيار للعبد فيه ومعلوم أن الكفار غير معذورين، للزم أن يشترك العقلاء في العلم به.ومعلوم أنهم مختلفون ، وأن لا ينتفي العلم به بشك ولا شبهة،ومعلوم أن بعض من برز في هذا الفن واشتهر به خالجتهم الشبه حتى أن بعظهم أفضى به ذلك إلى التعطيل كابن الراوندي وأبي عيسى الوراق.
تنبيه : أطلق كثير من أصحابنا أن العلم والمعرفة مترادفان،قالوا: وبهذا لا يصح أن يثبت الباري بأحدهما وينفى بالآخر وهذا فيه إشكال،فإنه قد فرق بينهما أهل العربية حيث جعلوا العلم يتعدى إلى مفعولين والمعرفة إلى مفعول واحد،ووافقهم في ذلك أهل المنطق حيث جعلوا العلم متعلق بالمركبات والمعرفة بالمفردات ، ومن ثم يقال : عرفت الله دون علمته،وفرق بينهما بعضهم بأن العلم نقيضه الجهل، والمعرفة نقيضها الإنكار،وقال بعضهم: المعرفة علم ناقص ، ومن ثم يقال الله تعالى عالم ولا يقال : (أنه عارف) ، ومنع بعضهم أن يطلق على الله أنه عارف وإنما يقال أنه عالم،قال لأن المعرفة هي العلم المسبوق بالجهل والله متعال عن ذلك. قيل: ومن ثم لم ترد لفظة عارف في أسماء الله الحسنى ولا وصف بها نفسه في كتابه العزيز مع كثرة ما وصف نفسه بالعلم وما تصرف فيه.
Shafi 22