187

المسألة الحادية والعشرون

أنه يجب على المكلف أن يعلم أن من وعده الله بالجنة من المؤمنين فإنه إذا مات تائبا غير مصر على شيء من الكبائر فإنه صائر إلى الجنة ومخلد فيها دائما. وهذه المسئلة معلومة ضرورة من الدين ولا خلاف فيها إلا رواية عن جهم والبطيحي فإنهما نفيا معنى الدوام وهذا بالنظر إلى السمع، وأما الجواز فيجوز عند المجبرة أن يخلف وعده بالثواب للمؤمنين إذ لا يقبح منه قبيح وقد ذكرنا إبطال هذه القاعدة فيما مضى، ثم أخذ المصنف في بيان دليل كون ذلك معلوما من الدين ضرورة فقال والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدين بذلك ويخبر به، لأن من المعلوم ضرورة أنه كان يدعو الخلق إلى طاعته ومتابعته ويعدهم على ذلك الجنة التي عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين والقرآن الكريم ناطق بذلك، وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يدين إلا بالحق ولا يخبر إلا بالصدق، لما تقدم من شهادة المعجز بصدقه، ودليل ثان وهو الإجماع لأن الأمة أجمعت على دخول المؤمنين الجنة، والخلود وهو الدوام الذي لا انقطاع له فيها ونقل الإجماع على ذلك ظاهر مشهور فثبت بذلك أن المؤمنين يدخلون الجنة خالدا فيها أبدا.

Shafi 223