Idah Fi Sharh Misbah
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Nau'ikan
قلنا: المعجز شاهد بصدقه وإذا عدم الشاهد لم يحصل التمييز بين الصادق الأمين ونحو مسيلمة اللعين والله عدل حكيم (لا يلبس) خطابه بالكذب والافتراء فبطل ما قالوا.
قال جمهور أئمتنا عليهم السلام والبهشمية ولا يجوز ظهوره لغير نبي إذ فيه (حط مرتبة) الأنبياء (عليهم السلام) حيث يحصل الاستواء بينهم وبين غيرهم بظهوره على يدي كل. وقالت الإمامية: بل يجب للأئمة بناء منهم على أنهم كالأنبياء، وقال عباد بن سليمان: يجوز ظهوره على حجج الله تعالى في كل زمان على أهله ليكون حجة على وجوب اتباعهم. وقالت الملاحمية والحشوية: بل يجوز ظهوره للصالحين وبه قال أبو رشيد وأبو الحسين البصري وهو اختيار المؤيد بالله عليه السلام والمنصور بالله ورجحه الدواري، وهو قريب من قول عباد. وقالت الأشعرية: يجوز ظهوره للصالحين وللكفرة أيضا من ادعى الربوبية كفرعون والنمرود ومن لم يدعها كعبدة الأوثان لقيام البراهين العقلية على كذبه، لا لمن يدعي النبوءة كاذبا لأن في ذلك هدما للشرائع وهو نقص لا يجوز على الحكيم، وكل أقوال هؤلاء باطلة سواء القول بأنه لا يجوز ظهوره على غير نبي لما ذكرنا من لزوم التسوية بين الأنبياء وبين سائر الناس، وفي ذلك هدم للشرائع المعلوم وجوبها من الدين ضرورة، إذ الكفار يقولون للنبي لا نصدقك لأنه قد أتى بهذا من ادعى الربوبية وهو كاذب ومن ادعى الإمامة وهو كاذب أو الصلاح أو كونه محقا في حجته فلعل المعجزة كانت لبعضها لكنك تجرأت الكذب طمعا في نيل الدرجة العليا وهي النبوءة والله تعالى حكيم لا يفعل ذلك، وأيضا لا يكون معجزا إلا إذا كان معرفا بالنبوءة ولم يقع تعريف أو بعد الدعوى والدعوى لا تكون إلا بعد الوحي أن سيفعل ذلك وليس الوحي إلا للأنبياء إجماعا.
Shafi 206