Idah Fi Sharh Misbah
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Nau'ikan
قلنا: بل هي موصولة ومعناه وخلقكم والحجارة التي تعملونها أصناما بدليل أول الكلام وهو قوله تعالى{أتعبدون ما تنحتون}(الصافات:95).فثبت بذلك الذي ذكرنا من الأدلة القطعية.مذهبنا أن العباد أفعالهم منهم لا من الله وبطل ما ذهب إليه المخالفون، وأما ما ذهب إليه ابن الولهان من أن فعل المعصية ليس من العبد بل من الشيطان يدخل في العبد فيغلبه على جوارحه ويتصرف بها ،فباطل لأنه لو كان كذلك لم يجز العقاب عليها (لأن ذلك ظلم ولا يظلم ربك أحدا) وقد قال تعالى{ولا تزر وازرة وزر أخرى}(الإسراء:15).
تنبيه:
ذهب جهم بن صفوان ومتابعوه إلى نفي القدرة للعبد أصلا وقال لا قادر إلا الله تعالى، والعقل وصريح القرآن من نحو قوله تعالى{من عمل صالحا فلنفسه}(فصلت:46) شاهد أن نكذب قوله.وقالت العدلية وأكثر المجبرة: بإثباتها للعبد،وافترقوا،فقالت العدلية لها ثلاثة أحكام: أولها أنها متقدمة على المقدور وجوبا وأقله يؤقت.وثانيها أنها غير موجبة له بل إنما توجب بها على جهة الاختيار.وثالثها أنها صالحة للضدين ووجود أحدهما دون الآخر باختيار القادر ليس إلا،قالوا: وهذه الثلاثة الأحكام متلازمة فيلزم من القول بأحدها القول بالآخرين.وذهب النجارية إلى العكس فجعلوها مقارنة موجبة غير صالحة .
Shafi 135