قال الدواري : والصحيح أنه يجوز بالتعريف وحذف الإضافة للخبر الذي فيه: (ألا وإن العالم الرحيم) (وأما الرحمن) فهو غير منقول إذ لم يطلق على غير الباري لغة البتة.وقولهم رحمن اليمامة كقول الصوفية الله للمرأة الحسناء . وأما الرحمة فإنما أثبتت للباري على سبيل المجاز بعد وجود خلقه تشبيها لفعله بفعل ذي الحنو والشفقة فلا يصح إدعاء اشتقاق الرحمن الرحيم منها.
اعلم أيها الطالب للعبادة أنه لا ينبغي لك الاشتغال بها قبل معرفة المعبود . وأن أول ما يجب والواجب في أصل اللغة الساقط كما يقال : وجبت الشمس أي سقطت.ومنه: وجبت جنوبها. والثابت : قال صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا وجب المريض فلا تبكيه باكية) وهو في عرف اللغة والاصطلاح : ما يستحق الثواب بفعليهما السلامله والعقاب بتركه أو ما استحق المدح على فعله والذم على تركه بوجه ما ، يدخل فيه كل واجب المعين والمخير والمضيق والموسع والكفاية.إذ المخير يستحق الذم لتركه وترك ما يقوم مقامه، والكفاية يستحقه عند عدم قيام غيره به.
على المكلف : هو من أعلم بوجوب بعض المقدورات عليه وقبح بعضها منه ، وما الأولى له إيجاده وما الأولى له تركه مع مشقة تلحقه في الفعل والترك أو أحدهما أو في سبب ذلك أو ما يتصل بذلك ما لم يبلغ الحال به حد الإلجاء.
قلنا: أعلم ليدخل الكفار لأنهم أعلموا ولم يعملوا بالتكاليف الشرعية وهم مكلفون بها.
وقلنا: بوجوب بعض المقدورات وقبح بعضها لأنه مكلف بهما، وما الأولى إيجاده كالمندوب، وما الأولى تركه كالمكروه.
وقلنا: مع مشقة احتراز من أهل الجنة فإنهم مع علمهم لا مشقة معهم.
Shafi 10