كتاب الإيضاح في شرح المصباح
تأليف
القاضي العلامة أحمد بن يحيى حابس رضي الله تعالى عنه
[ خطبة الكتاب ]
بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه نستعين
الحمد لله الذي أنشأ العالم من العدم، واخترعه اختراعا، وأوجده بعد العدم المحض ، وأبتدعه ابتداعا، وجعل حدوث المعلوم بقبوله الزيادة والنقصان، وملازمة المحدث من الأعراض إذ الانفكاك خارج عن دائرة الإمكان، والعرض معدود منه غير خارج عنه ، دليلا على وجود ذاته جل وعلا وكمال صفاته سبحانه وتعالى عما يقول الجاحدون وما يعتقده الملحدون (علوا كبيرا) ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة سببها اليقين به والنظر المؤدي إلى معرفته مدخرة ليوم القيامة أرجو بها الفوز والكرامة،وأن محمدا عبده ورسوله الذي أيده بالمعجزات الدالة على صدقه التي أعظمها (ما هو الآن) بين أظهرنا وهو القرآن ، إذ نظمه خارج عن طوق البشر حيث تحدى به العرب وهم يومئذ الصمم والخلاصة وممن يشار إليهم بالبنان ، فأقحموا عن المعارضة ورجعوا إلى الحرب الدالة على العجز إذ ليست هي بإقامة برهان، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المحقين وتابعيهم وتابع التابعين بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فلما كان علم الكلام أشرف العلوم، (إذ هو لمعرفة الحي القيوم) ، والعلم يشرف بشرف المعلوم،وكان سبب افتراق الأمة إلى الفرق الهالكة والناجية اختلاف العقائد،وقد جمع سلفنا الصالح من الأدلة الصحيحة على مذاهب العترة الناجية ما هو (مطلوب الطالب و) بغية الرايد وضالة الناشد.
Shafi 1