ذلك أن يكون في كان ضمير يعود إلى المبتدأ وذلك الضمير هو علمي في المعنى وذا مال خبر كان واستحالت المسألة من حيث لم يكن (قولك) ذا مال هو علمي. ولو قلت: علمي بزيد كان يوم الجمعة، كان مستقيما لأن يوم الجمعة يكون خبرًا عن علمي لأني أقول: كان علمي بزيد يوم الجمعة فيكون ظرف الزمان خبرًا من الحدث الذي هو علمي ولا أقول: كان علمي ذا مال.
واعلم أن خبر المبتدأ قد يحذف فما حذف من ذلك خبر المبتدأ بعد لولا في قولك" لولا زيد لكان خروجنا اليوم. فزيد بعد لولا يرتفع بالابتدء والخبر محذوف. وليس قولك لكان خروجنا اليوم من المبتدأ في شيء إنما هو حديث متعلق بلولا ولو كان خبر المبتد [الذي بعد لولا] لوجب أن يكون إياه في المعنى أو يكون له (فيه) ذكر مظهر أو مقدر ففي تعريته من ذلك كله دلالة على أنه ليس بخبر له وكما حذف خبر المبتدأ في هذا النحو كذلك حذف في (نخو قوله ﷿: ﴿لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. متاع قليل﴾ أي تقلبهم متاع قليل. وقوله ﷿: ﴿بشر من ذلكم النار﴾ أي هي النار. ومن ذلك قوله ﷿: ﴿فصبر جميل أي أمري أو شأني صبر جميل. أو يكون [قد] حذف الخبر فأراد: صبر
1 / 51