فقد دل هذا الحديث أن كل ما وقع([78]) عليه اسم الميتة ينقض الوضوء إذا مسه ولو كانت يابسة ويده يابسة، بخلاف النجس لأن النجس لا ينقض الوضوء مسه إذا كان يابسا واليد يابسة لأن كل واحد منهما لا يأخذ من صاحبه. والميتة وجب النقض من مسها للخبر الوارد لا لأنها نجسة، وخص قوم مس الميت المتولي([79]) لا ينقض الوضوء لحديث حذيفة([80]) أنه امتنع من مصافحة النبي عليه الصلاة والسلام لأجل جنابة أصابته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن لا ينجس حيا ولا ميتا ) ([81]). وقال آخرون: لو كان مس المتولي لا ينقض الوضوء لكانت ميتة الحيوان أحرى([82]) أن لا تنقض الوضوء، ولكن مس الميتة ينقض الوضوء لعموم الخبر والله أعلم. ومس الفروج كلها([83]) تنقض الوضوء إلا ما لا حرمة له مثل فروج الدواب([84])، واختلفوا في مس فروج الصبيان. قال بعضهم: تنقض الوضوء، لأن لهم حرمة الإنسان، وقال آخرون: لا نقض على مس فروج الصبيان، والعلة في ذلك عندهم أن فروج الصبيان كفروج البهائم([85]) لا عبادة عليهم ولا نقض على من مسهم، وفرق قوم بين الذكر والأنثى وقالوا: مس فروج الإناث ينقض الوضوء، واختلفوا في الفرج الذي ينقض مسه الوضوء.
قال بعضهم: من مس([86]) عورته فقد انتقض عليه الوضوء، وكذلك من مس عانته أو أنثييه وما بين الفرجين، وكذلك من مس دبره وما يحاذيه ينقض عليه الوضوء، ويدل على هذا القول ما روي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( أيما رجل أفضى بيده إلى فرجه([87]) فمسه بكفه([88]) انتقض وضوءه ) ([89]).
واسم الفرج يقع أعلى عورات الرجال والنساء والقبلان وما يليهما كله فروج، والدليل على هذا قول الشاعر:
Shafi 147