إن هذه المسألة، من المسائل التي ابتلينا بها في هذه الأزمنة، وخرج علينا دعاة التقريب من كل مكان، يدعون إلى التقريب بين السنة والشيعة، وقد يكون هذا الأمر هينا إن صدر من شخص لا تأثير لفكره على الأمة؛ لأنه نكرة!، أما إن صدر من اتجاهات إسلامية لها وزنها على الساحة الإسلامية؛ فتلك هي المصيبة العظمى، حيث يلبس على شباب المسلمين هذا الأمر الخطير. لأنهم يرون حسن التعامل الظاهر من الرافضة فينخدعون بهم؛ لأن الرافضة (يقولون: ديننا التقية!! وهو: أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنفاق) (¬1) نعم، إن للشيعة دولة ظاهرها الإسلام (¬2)، ويتحدثون في الأمة بلسان الإسلام، لكنهم أصل كل شر وبلاء، بل إنهم أخطر من اليهود والنصارى؛ لأن عداوة اليهود والنصارى ظاهرة بادية للعيان في الغالب، أما هؤلاء فعداوتهم ظاهرة للمسلمين و(هم أعظم ذوي الأهواء جهلا وظلما، يعادون خيار أولياء الله تعالى، من بعد النبيين، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان - رضي الله عنهم ورضوا عنه - ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين، كالنصيرية والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين) (¬3) وشواهد التاريخ تبين لنا أن ما نقوله عنهم هو الحق، فهم دائما وأبدا يتعاونون مع كل عدو للإسلام والمسلمين، فخيانة الفاطميين العبيديين للقدس مشهورة، فقد سلموه للنصارى في الحروب الصليبية، وما وفودهم ومراسلاتهم للنصارى عنا ببعيد، وما خيانة ابن العلقمي الوزير الرافضي، وخذلانه
للمسلمين، وللخليفة العباسي عنا ببعيد. وما أحداث المخيمات الفلسطينية في أمل حيث مخيمات اللاجئين عنا ببعيد، وأحداث اجتماع جيش النصيريين السوري بقيادة حافظ الأسد العلوي للجيش الفلسطيني عام 1967م منا ببعيد، وتسليمه لهضبة الجولان لليهود إلى هذا التاريخ أمر معلوم.
وأحداث الحرم المكي عام 1987م وقتلهم للحجيج، وإضرام النار في الأحياء والسيارات، أمر معلوم. وغير ذلك كثير. فا (لرافضة ليس لهم سعي إلا في هدم الإسلام، ونقض عراه، وإفساد قواعده) (¬1).
فالأمر جلل وخطير، ولا يظن إنسان ما أن يأتي من هؤلاء الرافضة خير، فهم من أحقد الناس على أهل السنة والجماعة، وعلاقة تلك الدولة الإمبراطورية الشيعية في هذا الزمان (إيران) بالأمريكان في حرب (طالبان)! معلوم.
وظهور الشخصية الغامضة (الصدر) وتلميعه في هذه الآونة، ليس إلا لعبة أمريكية، يقصد بها تلميع الفتى الشاب (مقتدى الصدر) على أنه المجاهد المخلص، ثم بعد ذلك يصنع منه بطل تسلم له السلطة فيما بعد.
أقول: قد تثبت الأيام المقبلة ذلك والله أعلم، مثلما أثبتت الأيام الخوالي أن الخميني الهالك، ما هو إلا صناعة فرنسية، جيء به إلى السلطة في إيران من قبل إخوته الفرنسيين.
(وفي أثرهم في العالم الإسلامي تبين أن لهم آثارهم الفكرية الخطيرة في إحداث الشرك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والصد عن دين الله، وظهور فرق الزندقة والإلحاد، ومحاولة إضلال المسلمين في سنة نبيهم، والتأثير السلبي في الأدب والتاريخ، وعلى بعض المفكرين المنتسبين للسنة، ولهم وسائل في الإضلال ظاهرة وخفية.
Shafi 27