Ictibar
الإعتبار وسلوة العارفين
Nau'ikan
* ودخل رجل على عبد الملك بن مروان، فقال: هل من خلوة يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم. فتفرق عنه القوم، فخلي به فأقبل يتهيأ للكلام. فقال له عبدالملك: اسمع إلي، لا تمدحني في وجهي، فأنا أعرف بنفسي منك، ولا تكذبني، فإنه ليس للكذوب رأي، ولا تسعين بأحد إلي. فقال الرجل: انصرف يا أمير المؤمنين؟! قال: إن شئت، فقام ومضى.
* كعب الأحبار: أصاب بني إسرائيل قحط فخرج بهم موسى عليه السلام ثلاث مرات يستسقون فلم يسقوا. فقال: إلهي، عبادك، فأوحى الله إليه لا أستجيب لك ولمن معك، لأن فيكم رجلا نماما، قد أصر على النميمة. فقال: يا رب، من هو حتى نخرجه من بيننا. فقال: يا موسى، أنهاكم عن النميمة فأكون نماما. فقال: فتابوا بأجمعهم فسقوا.
* ابن السماك: يدرك النمام في نميمته، ما لا يدرك الساحر في سحره.
* وذكر رجل عند شداد بن حكيم أخا له، وأبلغه مكروها. فقال: يا هذا، إنا نظرنا في محاسنه إلينا، فإذا هي أكثر من مساوئه، فأخذنا بمحاسنه، وتجافينا عن مساوئه، وكذلك يفعل السيد بالعبد، فكيف العبد بالعبد.
* ولبعضهم: من أراد أن يسلم من الإثم في هذا الزمان وتبقى له الإخوان، فليجعل نفسه قاضيا، ويحكم حكم القضاة، ولا يقبل قول أحد في أحد إلا بشهود وتعديل، فإنا قد أحببنا بقول أقوام، وأبغضنا بقول أقوام، فأصبحنا على ما فعلنا نادمين.
* الفضيل بن عياض: ثلاث يهدمن العمل الصالح، ويفطرن الصائم، وتنقضن الوضوء: الغيبة، والنميمة، والكذب.
* وعن أبي موسى الأشعري: لا يسعى على الناس إلا ولد بغي، أو فيه عرق منه.
* كعب الأحبار: أعظم الناس خطيئة عند الله المثلث. قيل: ومن المثلث؟ قال: الذي يسعى بأخيه فيهلك نفسه، ويهلك أخاه، ويهلك سلطانه.
* الحسن: من نقل حديث غيرك إليك، فإنه ينقل حديثك إلى غيرك.
* وهب بن منبه: من مدحك بما ليس فيك، فلا تأمن أن يذمك بما ليس فيك.
* محمد بن السماك: لا تخف ممن تحذر، ولكن أحذر ممن تأمن.
Shafi 375