* قال يحيى بن الحسين: يا نفس، هل غفر لك ذنبك القديم إذ تجترئي على الحديث؟ وهل شكرت الموجود؛ إذ تجدين في طلب المفقود؟ وهل وآلاك الشيطان؛ إذ عاديت أولياء الرحمن؟ وهل استغنيت عن الوهاب؛ إذ أعرضت عن طاعته؛ وقرع بابه؟ وهل تخلفت جسر النار؛ إذ أنت في الأمن والقرار؟ وهل وضعت قدمك في جنته؛ إذ تكاسلت عن عبادته؟
* يحيى بن معاذ: يعرف قدر الدنيا؛ ساعة الإقامة في الآخرة.
* مصنفه: لا. بل يعرف قدر الدنيا؛ ساعة مذاقة مرة الموت والفزع، لأنه إن كان من أهل الجنة، علم أنها في جنب الجنة لا شيء، وإن كان من أهل النار، علم أن الدنيا لم تسو ساعة للكون في النار.
* أبو حازم: لو كانت الجنة لا تدخلها إلا بترك جميع ما تحب من الدنيا، ولو كانت النار لا تنجو منها إلا بتحمل جميع ما تكره من الدنيا لكان يسيرا في جنبها، فكيف وقد تدخل الجنة بترك جزء من ألف جزء مما تحب، وقد تنجوا من النار؛ بترك جزء من ألف جزء مما تكره، وما أراد الله منك؛ وهو: الخير، أيسر مما أردت منه؛ وهي: الجنة، وما كره الله منك؛ وهو: الشر، أيسر مما كرهته أنت وهي: النار.
* يحيى بن معاذ: اكتساب الدنيا ذل النفوس، وفي اكتساب الجنة عز النفوس، فيا عجبا!! لمن يختار المذلة فيما يفنى عن العز في طلب ما يبقى.
* المسيح عليه السلام: ذكر الخالدين، قطع قلوب الخائفين - يعني: الجنة والنار-.
* يحيى بن معاذ: ترك الدنيا شديد، وفوت الجنة أشد منها، والدنيا تركها مهر الجنة.
* ثابت البناني: بلغني أنه ما من قوم جلسوا؛ فيقومون قبل أن يسألوا الله الجنة، ويتعوذوا بالله من النار، إلا قالت الملائكة: مساكين أغفلوا العظيمين.
* حامد اللفاف: إن أمام بني آدم ثلاثة أشياء:
أولها: موت كريه المذاق.
والثاني: نار إليم العقاب.
والثالث: جنة عظيمة النعيم .
Shafi 357