200

-[ وقيل للثوري كيف أصبحت قال : أشكو ربي إلى ربي، وأحمد ربي إلى ربي، وأفر من ربي إلى ربي ] * وقيل لأويس القرني: كيف أصبحت؟ قال: كيف يصبح رجل إذا أصبح لا يدري أنه يمسي؟ وإذا أمسى لا يدري أنه يصبح؟

* وكان محمد بن المنكدر إذا رجع إلى أهله قال: ألا أخبركم بغنيمة باردة لا بحد السيف. لم يكلمني أحد ولم أكلمه.

* عاصم بن بهدلة: ما رأيت أبا وائل يقول: كيف أصبحت؟ وكيف أمسيت؟ ولا كان ذلك منه جفاء.

* وقيل لحكيم: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت آبقا آكل رزق ربي وأطيع عدوه.

* وقيل لأبي تميمة الجهني: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت بين نعمتين لا أدري أيهما أعظم؟ ذنوب مستورة لا يعلم بها أحد، وثناء من الناس والله ما بلغها عملي.

* وقال ابن سيرين لرجل: كيف حالك؟ قال: ما حال من عليه خمسمائة درهم وهو معتل ؟ قال: فدخل ابن سيرين منزله وأخرج ألف درهم إليه. فقال: خمسمائة لدينك وخمسمائة لعيالك تنفقها. ثم قال: والله لا أسأل أحدا عن حاله حتى ألقى الله تعالى.

* الأعمش: أدركت الناس وإن أحدهم كان يلقى أخاه لم يلقه منذ شهر وما يزيد على كيف أصبحت؟ ولو سأله شطر ماله ما منعه. وإن أحدنا اليوم ليلقى أخاه ولم يلقه منذ يوم أو يومين فيسأله عن حاله وحال ولده ومن أهله ودابته حتى يسأله عن الدجاجة في بيته ، ولو سأله دانقا لمنعه إياه.

* مصنفه: كيف أصبح من هو يرصد نعمتين مسهلتين له من الله تعالى؟ وكيف حال من يضيعهما على نفسه بمعصيته؟ كيف أصبح من هو فجيع عمله، صريع أجله؟ وكيف أصبح من تدانى منه ما أحب أن يتناءا وتناءا ما أحب أن يتدانى؟

Shafi 232