168

* مصنفه: اذكر ما عليك من صنوف الإنعام ، وما توعد من شدة الإنتقام وتفضله عليك بطول الإمهال ، واغترارك ساعة الإمهال. لا تجعلن ما عليك من نعمته، ذريعة إلى مخالفته، ونقمته كأنك وقد فوجئت بمصرع المنايا، وأحاط بك وبال الخطايا، وزالت عنك أسباب الاختيار، وعلقت بك جبر الإضطرار، فلا أنت إلى أهلك عائد، ولا في عملك زائد، ولا لنفسك نافع، ولا عنها مدافع، فاعمل قبل هجوم النازل المبير للمنازل، وقبل زحوف الشغل الشاغل، والهول الهائل، فيالك من عين مغموضة، ونفس مقبوضة، ومسافر لا يرجع، ومنبه لا يقلع، فكأنك يا رضيع الدنيا وقد آن فطامك، وانقضى بالدنيا اهتمامك، وحان حمامك. الآن قبل غصص الندامة، والحلول بميقات القيامة، وقبل ?أن تقول نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله ?[الزمر:56].

Shafi 200