124

أين الملوك التي عن حظها غفلت .... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

تلك المدائن في الآفاق خاوية .... عادت خرابا وذاق الموت بانيها

* عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: أين ملوك الدنيا الذين عمروا خرابها! وحفروا أنهارها! وغرسوا أشجارها! والله فارقوها وهم كارهون، وورثها قوم آخرون، وهم عما قليل بهم لاحقون.

* بكر بن عبدالخالق، عن مالك بن دينار، قال: مررت يوما فانتهيت إلى دار في بعض سكك البصرة، فإذا أنا بدار عليها أثر الجص، وجوار يضربن بدف لهن، ويقلن:

ألا يا دار لا يدخلك حزن ولا يعبث بساكنك الزمان

فمررت بعد ذلك بمدة وقد تغيرت الحال، فقمت على باب الدار مفكرا.

فقالت: مالك يا عبد الله؟

فقلت: مررت في وقت كذا فسمعت كذا وكذا.

فقالت لي: قد والله دخلها الحزن، وذهب بأهلها الزمان، وما بقي فيها أحد من أهلها.

* محمد بن الحسن بن عبيدة، قال: قرأت على قصر في أعالي الحجاز قد تخرب وباد، وباد أهله:

تالله ربك كم بيت مررت به .... قد كان يعمر باللذات والطرب

طارت عقاب المنايا في جوانبه .... فصار بعدهم للويل والحرب

* ولبعضهم:

كأنك لم يصلك ولم تصله .... خليل حين يصرمك الخليل

كأنك لم تكن في الدهر يوما .... إذا ما حان في القبر المقيل

* ومر الحسن بقصر أوس، فقال: لمن هذه الدار؟

قالوا: لأوس.

قال: يود أوس لو أنه له في الآخرة رغيفا.

Shafi 156