الحجاج، وقد بذل لكم النصيحة، وأخفر دونكم الذمة، وأمن وليكم، وأخاف عدوكم، وكأني به يوم القيامة على يمين أبيك ويسار أخيك، فاجعله حيث شئت!.
وفي رواية: قال سليمان: أترى الحجاج بلغ قعر جهنم بعد؟ قال: يا أمير المؤمنين، يجيء الحجاج يوم القيامة بين أبيك وأخيك، قابضًا على يمين أبيك وشمال أخيك، فضعه من النار حيث شئت! فقال له سليمان: اغرب إلى لعنة الله! فخرج؛ فالتفت سليمان إلى جلسائه فقال: قاتله الله ما أحسن بديهته وتنزيهه لنفسه ولصاحبه! ولقد أحسن المكافأة لحسن الصنيعة، خلوا عنه؛ فذكر يزيد ابن المهلب لسليمان عفته عن الدينار والدرهم، فهم بأن يستكفيه مهمًا من أُموره، فصرفه عن ذلك عمر بن عبد العزيز؛ فلما ولي بعده يزيد بن عبد الملك، استعمله على إفريقية.
ومنحى يزيد بن أبي مسلم مع سليمان بن عبد الملك، نحا بعض الكتاب، وقد دخل على أمير بعد نكبة نالته، فرأى من الأمير بعض الازدراء، فقال له: لا يضعني عندك خمول النبوة وزوال الثروة، فإن السيف العتيق إذا مسه كثير الصدأ، استغنى بقليل الجلاء، حتى يعود حده، ويظهر فرنده،
1 / 58