161

Icrab Alkur'ani

إعراب القرآن العظيم

Bincike

د. موسى على موسى مسعود

وللحق: لغتان، وهدى نفسه بمعنى: اهتدى، ومنه قوله: (أَمَّنْ لَا يَهِدِّي) بمعنى: لا يهتدي، أو بمعنى: لا يهدي غيره، والأصل في جميعها: يهتدي، فأدغمت التاء في الدال، بعد أن ألقيت حركتها على الهاء، واختلف في معنَاه، فقيل: أفمن يهدى إلى الحق هذه الهداية أحق بالاتباع أم الذي لا يهدي، أي: لا يهتدي بنفسه، أو: لا يهدي غيره، فحذف المفعول الثابت في نحو قوله: (فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ) . وتم الكلام ثم قال: (إِلَّا أَنْ يُهْدَى): استئناء من غير الأول، بمعنى: لكنه يحتاج أن يهدى، وقيل معناه: أم من لا يهتدي من الأوثان إلى مكان فينتقل إليه، وقرأ في غير المشهور: "إِلا أنْ يهَدَّى" بفتح الهاء وتشديد الدال من "هَدَّأه " الذي هو المبالغة، فى هدأه، كما بولغ في صدق وكذب فقيل: صدَّق وكذَّب. قوله: (فَمَا لَكُمْ) هو استفهام إنكار، و"مَا": مبتدأ، و(لَكُمْ): الخبر، وتم الكلام، والمعنى: أي شىء لكم في عبادة الأوثان، ثم استأنف، وقال: (كَيْفَ تَحْكُمُونَ) بالباطل؛ حيث تزعمون أن له أمثالا. قوله: (لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) فى "شَيئًا" وجهان: أحدهما: نصب بقوله:. " يُغْنِي " على أنه مفعول به. والثاني: أنه منصوب على المصدر. قوله: (أَنْ يُفْتَرَى): قيل: خبر "كَانَ"، والمصدر بمعنى المفعول، أي: مفترى. والثاني: ما كان هذا القرآن ذا افتراء) . قوله: (بِسُورَةٍ مِثْلِهِ): (بِسُورَةٍ) بالتنوين، و(مِثْلِهِ): صفة له.

1 / 320