أقول : ويوجد من هذا الكتاب نسخة عندي بخط يدي استنسختها قبل أن يطبع عن نسخة كانت عند الشيخ نجيب النعساني أحد مجاوري مدرسة الشعبانية ثم صححتها على نسخة قديمة الخط عند إبراهيم أفندي المرعشي من وجهاء الشهباء ، ويوجد منه نسخة عند أحمد أفندي الحسبي ، ونسخة عند المرحوم محمد أسعد باشا الجابري استنسخها عن هذه ، ونسخة في مكتبة المرحوم محمود أفندي الجزار الموضوعة في الجامع الكبير في حجرة الفتوى ، ونسخة حديثة عهد بالكتابة في مكتبة الخواجه أندره ماركوبلي ، ونسخة في مكتبة المجلس البلدي بالإسكندرية وفي المكتبة السلطانية بمصر وفي غيرها من دور العلم ثمة.
وطبع هذا التاريخ في بيروت في المطبعة الكاثوليكية لليسوعيين سنة 1909 م ووقف على طبعه وعلق عليه بعض الحواشي الأديب يوسف بن إليان سركيس الدمشقي وكتب في آخره ما نصه :
كان الاعتماد في نشر هذا الكتاب على أربع نسخ خطية الأولى في خزانة دير الشرفية بجبل لبنان كتبت سنة 1179 ه ، الثانية في خزانة أفرام رحماني بطريرك الطائفة السريانية وهي التي أشرنا إليها بحرف ( ب ) كتبت سنة 1158 ، الثالثة هي نسخة قديمة لا ذكر لتاريخ كتابتها موجودة عند الكتبي الشهير إبراهيم صادر وأشرنا إليها بحرف ( ص )، الرابعة في خزانة المكتبة الشرفية في دير الآباء اليسوعيين وهي حديثة أشرنا إليها بحرف ( ي ) اه. ومما يجدر التنبيه عليه ما قاله ناشر هذا الكتاب في مقدمته ونص عبارته : ومما جاء في مقدمة أبي اليمن البتروني قوله إنه نقل نبذة من كتاب نزهة النواظر في روض المناظر لأبي الفضل محمد بن الشحنة فاستغربنا هذا القول لأننا لم نقف على كتاب له بهذا الاسم ، وما نعرفه أن أبا الوليد محمد بن الشحنة ألف كتابا سماه روض المناظر في أخبار الأوائل والأواخر وهو تاريخ عام لا علاقة له بتاريخ حلب اه. وكأنه ظن أن نزهة النواظر لأبي الوليد أيضا وهذا وهم منه ، فإن روض المناظر المطبوع على هامش الكامل لابن الأثير هو لمحمد بن الشحنة المتوفى سنة 815 الملقب بأبي الوليد ونزهة النواظر هو لولده محمد الملقب بأبي الفضل المتوفى سنة 890 وهو كالشرح لتاريخ والده وسيأتي الكلام عليهما ، وقد جاءت هذه الشبهة للناشر من اتحاد اسمي المؤلفين وقد بينا تاريخ وفاة كل منهما وأنهما مفترقان باللقب فزالت الشبهة ، وقال ناشره أيضا : ولم أكن لأجهل وعورة المسلك إلى الغاية التي توخيتها من
Shafi 49