ويوجد قطعة منه في المكتبة الخديوية في القاهرة ، ففي فهرستها الأولى في حرف الزاي ما نصه : « نبذة من زبدة الحلب في تاريخ حلب لأبي حفص عمر بن أحمد بن هبة الله الشهير بابن العديم المتوفي سنة 660 طبع حروف بباريس سنة 1819 ومعها مقدمة تاريخية ، وترجمة النبذة المذكورة باللغة اللاتينية لمسيوفيرتيك » نس ج ان خ 1067 ن ع 24580 اه.
section انتحال الطبيب بيشوف لهذا الكتاب وتحقيق ذلك
لما قرأت هذه العبارة في الفهرست كتبت إلى عبد اللطيف ابن أخي الشيخ محمد رحمه الله فاستنسخ هذه القطعة وأرسلها لي شكر الله سعيه ، وهي في 48 صحيفة مفتتحة بمسير سيدنا خالد بن الوليد رضياللهعنه إلى حلب ومختتمة باستقرار ولاية حلب لسيف الدولة بن حمدان سنة 336 ، وقد أدرجت تلك القطعة بتمامها في محالها كما ستراه.
وقد قابلتها على « تحف الأنباء في تاريخ حلب الشهباء » للطبيب بيشوف الجرماني المطبوع في المطبعة الأدبية في بيروت سنة 1880 م فوجدتهما متحدتين في العبارة ليس بينهما من الفرق إلا ما يقع عادة من النساخ من تحريف حرف أو إسقاط كلمة أو تقديم جملة وتأخير أخرى.
فظهر لي من هذا ظهور الشمس في رابعة النهار أن الطبيب المذكور ظفر بنسخة تامة من زبدة الحلب الذي نحن في صدد الكلام عليه فأخذها برمتها ونسبها إلى نفسه ، لأن توارد الخواطر على 48 صحيفة مما يستبعده العقل جدا ، وليس ببعيد أن يكون ما ذكره من الحوادث بعده سنة 641 إلى سنة 922 هو أيضا لبعض مؤرخي الشهباء ظفر به فنسب الجميع إلى نفسه ، فعلى هذا لا يكون للطبيب المذكور في هذا الكتاب سوى المقدمة ، وأما الخطبة فإنها بلا ريب من إنشاء بعض أدباء الشهباء ، فقد حدثني من أثق به ممن يعرف الطبيب المذكور حق المعرفة وعاشره مدة غير قليلة أنه لم يكن من الواقفين على شيء من العلوم العربية ولا يعرف من العربية إلا اللغة العامية ، وهذا مما يزيدك برهانا على أن الكتاب المذكور ليس له فيه شيء. نعم ما ذكره في آخر الكتاب من الكتابات والنقوش التي على أبواب الجوامع والمساجد والمدارس والخانات هو له ، وقد حدثنا من شاهده وهو يدور في
Shafi 36