Iclam Bima Fi Din Nasara
الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام
Bincike
د. أحمد حجازي السقا
Mai Buga Littafi
دار التراث العربي
Inda aka buga
القاهرة
إِلَهًا أَو جُزْء إِلَه أَو يكون مجموعها إِلَهًا وَاحِدًا فَإِن كَانَ جُزْء إِلَه لزم عَلَيْهِ أَن يكون الْإِلَه متركبا متبعضا ويلزمكم على ذَلِك إبِْطَال التَّثْلِيث الَّذِي تَقولُونَ بِهِ ويلزمكم على ذَلِك الإمتزاج الَّذِي ذهب إِلَيْهِ شباليش وَإِن كَانَ كل وَاحِد مِنْهَا إِلَهًا بإنفراده لزمكم على ذَلِك أُمُور كَثِيرَة مشينة بَاطِلَة مِنْهَا أَن يكون كل وَاحِد من هَذِه الأقانيم حَيا عَالما مرِيدا قَادِرًا مَوْصُوفا بِصِفَات الْكَمَال إِذْ الْإِلَه هُوَ الْمَوْصُوف بِصِفَات الْكَمَال المتعالى عَن صِفَات النَّقْص فَإِذا الْتزم ذَلِك مُلْتَزم لزم عَلَيْهِ أَن تقوم الصّفة بِالصّفةِ وَإِن جَازَ ذَلِك جَازَ أَن يقوم الْعلم وَالْقُدْرَة بالإرادة والإرادة وَالْقُدْرَة بِالْعلمِ وَالْقُدْرَة وَالْعلم بالحركة وَالْحَرَكَة وَالْقُدْرَة وَالْعلم باللون إِلَى غير ذَلِك من أَنْوَاع الجهالات الَّتِي لَا يبوء بهَا عَاقل وَلَا يرضى بسماعها فَاضل وَإِن جَازَ قيام الصّفة بِالصّفةِ جَازَ أَن يقوم بِالصّفةِ صفة وبتلك الصّفة صفة ويتسلسل وَمَا يتسلسل لم يتَحَصَّل وَيلْزم عَلَيْهِ أَن تكون الأقانيم لَا نِهَايَة لَهَا إِذْ الْعلم يقوم بِهِ حَيَاة وَتلك الْحَيَاة حَيَّة بحياة إِلَى غير آخر وَمِنْهَا أَن تكون الْقُدْرَة قادرة بقدرة وَالْعلم عَالم بِعلم والحياة حَيَّة بحياة إِلَى غير ذَلِك من الصِّفَات وَهَذَا غير مَعْقُول فَإِن الْعلم وَالْقُدْرَة وسائرصفات الْمعَانِي إِنَّمَا توجب أَحْكَامهَا للمحال الَّتِي تقوم بهَا لَا لأنفسها بِالْعلمِ لَا يكون عَالما وَلَا قَادِرًا وَكَذَلِكَ الْقُدْرَة لَا تكون عَالِمَة وَلَا قادرة وَكَذَلِكَ سائرها وَإِنَّمَا الْعَالم والقادر والمريد والحي هُوَ الذَّات الَّذِي تقوم بِهِ هَذِه الصِّفَات وَهَذَا مَعْلُوم من غير أَسبَاب وَلَا أطناب
وَمِنْهَا أَن يكون الْإِلَه صفة لموصوف فَإِن الْمَفْهُوم الْمَعْقُول من هَذِه الأقانيم أَنَّهَا صِفَات لَا موصوفات على مَا تقدم إِلَى أُمُور كَثِيرَة يطول الْكَلَام بذكرها
ثمَّ نرْجِع إِلَى بَقِيَّة التَّقْسِيم فَنَقُول وَإِن لم تكن هَذَا الأقانيم حَيَّة وَلَا عَالِمَة وَلَا قادرة فَلَا تكون إلهية وَقد أطبق النَّصَارَى على أَنَّهَا آلِهَة ويلزمهم أَن لم تكن الأقانيم مَوْصُوفَة بِهَذِهِ الصِّفَات وصفهَا بأضدادها أَو بالإنفكاك عَنْهَا إِن لم يُوصف بحياة وصفت بالإنفكاك عَنْهَا والمنفك عَن الْحَيَاة ميت فَيلْزم عَلَيْهِ أَن يَقُولُوا بآلهة أموات وَكَذَلِكَ يلْزم فِي سَائِر الصِّفَات
1 / 87