Iclam Bima Fi Din Nasara
الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام
Bincike
د. أحمد حجازي السقا
Mai Buga Littafi
دار التراث العربي
Inda aka buga
القاهرة
ثمَّ قلت ليختلفون فِي معرفَة الْبَارِي تَعَالَى لِأَنَّهُ لَا يدركونه بالحواس وَإِنَّمَا يتعارف النَّاس فِيمَا يدركونه بالحواس إعلم أَن هَذَا الَّذِي ذكرت لَا يَصح أَن يُقَال على كل الْعُقَلَاء وَإِنَّمَا يَصح ذَلِك على الجهلة الأغبياء بل نقُول أَن الأغبياء أهل الجهالات يَخْتَلِفُونَ فِي الضروريات وَقد بَينا عَلَيْكُم مَوَاضِع كَثِيرَة من إعتقادكم خالفتم فِيهَا الضروريات وناكرتم المعقولات وَأما أهل الْعُقُول السليمة وَالْفطر المستقيمة فَلم يخْتَلف مِنْهُم إثنان فِي معرفَة وجود الله تَعَالَى وَإِنَّمَا تخالفوا فِي أَي وجود وجوده وَهَذَا يعرف فِي مَوْضِعه فلست من أَهله
وَأما تمثيلك بِالْعَبدِ الحبشي فتمثيل لَيْسَ وَرَاءه تَحْصِيل وَذَلِكَ أَن العَبْد الحبشي إِذا كَانَ عَاقِلا سليم الْفطْرَة إِذا سمع كلَاما لَا يقبله عقله يردهُ وَأما إِذا كَانَ نَاقص الْفطْرَة مختل الْعقل فَيقبل كل محَال وَلَا يثبت على حَال
ثمَّ قلت وَلَو أَن مجوسيا دخل بلدنا فكبرت عَلَيْهِ مجوسيته ثمَّ طلب الْخُرُوج إِلَى أفضل الثَّلَاث الْملَل أَنْت توهم بِهَذَا القَوْل الْبَرَاءَة عَن الْمَجُوسِيَّة وَالدُّعَاء إِلَى الْملَّة النَّصْرَانِيَّة عساك يظنّ بك أَنَّك تفحم الْخُصُوم أَو أَنَّك حصلت من دينك على أَمر مَعْلُوم كلا بل لَو ناظرك مجوسى لأفحمك وَلَو وزن دينه بِدينِك فِي معيار الْعقل لرجحك وَقد تبين ذَلِك فِيمَا تقدم
ثمَّ قلت فَكَانَ يجد الْمَجُوسِيّ فِي دَعوَاهُم أَن النَّصْرَانِي وَالْمُسلم مقران لِلْيَهُودِيِّ بِأَن دينه أول وأنبياؤه حق ثمَّ يَقُول النَّصْرَانِي إِن كتابي جَاءَ من بعد فنسخ طَاعَة دين الْيَهُودِيّ ثمَّ يَقُول الْمُسلم وَكَذَلِكَ جَاءَ كتابي فنسخ طَاعَة دين النَّصْرَانِي
يَا هَذَا البليد أَخْطَأت على الْمُسلم حَيْثُ ظَنَنْت أَن الْمُسلم يسلم لِلْيَهُودِيِّ دينه الَّذِي بِيَدِهِ الْآن ويعترف بِأَنَّهُ أول وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك بل الَّذِي يَقُول بِهِ الْمُسلم إِن الدّين الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى ﵇ هُوَ حق وَأَنه الأول بِالزَّمَانِ بِالْإِضَافَة إِلَيْنَا وإليكم وَأما الْيَهُود الْيَوْم فليسوا على دين عندنَا وعندكم
1 / 172