إعلام الأعلام بأدلة الأحكام
تأليف العلامة: محمد بن حسن العجري
تم تحميل هذا الكتاب إلكترونيا من
شبكة حليف القرآن الإمام زيد بن علي (ع)
http://www.imamzaid.com
أعده إلكترونيا
قطب الدين بن محمد الشروني الجعفري
للتواصل
www.izbacf.org
Shafi 1
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبيئنا محمد خاتم النبيئين، وعلى عترته الطيبين الطاهرين، وبعد:
فهذا حاصر مفيد لما اشتمل عليه المجلد الأول من شرح الأحكام للعلامة الحافظ علي بن بلال رحمه الله من الأخبار، وكثير من الآثار المسندة والمرسلة، وسنضيف إلى ذلك إن شاء الله ما وجدناه في تتمة الإعتصام من شرح الأحكام بما لم يذكر في هذا الجزء، نسأل الله أن يعين على التمام، وفي ذلك تقريب وتسهيل للباحث، وسنعنون للمواضيع التي دلت عليها الأخبار والآثار من لدينا إن شاء الله لكل وما يناسبه، وبالله نستعين فهو نعم المولى ونعم النصير، وسميته: (إعلام الأعلام بأدلة الأحكام).
وقبل أن نشرع فيما نريد نثبت خطبة شرح الأحكام لعلي بن بلال رحمه الله ليعرف غرض المؤلف رحمه الله والباعث له على ذلك، قال: (بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر ولا تعسر، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد النبي وعلى أهل بيته الطبين الأخيار الصادقين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).
قال الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: الحمد لله الذي لا تراه العيون، ولا تحيط به الظنون، ولا يصفه الواصفون، ولا يجزي أنعمه العاملون، المحمود على السراء والضراء والشدة والرخاء، واشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا، أقولها تعبدا له سبحانه ورقا، مقالة مخلص من العباد قائل صدقا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلى خلقه، وأمينه على وحيه، فعليه أفضل صلاة المصلين وعلى أهل بيته الطيبين.
Shafi 2
قال أبو الحسن علي بن بلال: أما بعد فإني لما رأيت علماء المخالفين قد كثرت انتصارتهم لأسلافهم من علمائهم، وتقوت مذاهبهم بشرحهم آثارهم وكتبهم، والاحتجاج لهم على خصومهم، حتى كثروا بذلك متعلميهم، وأذاعوا بمواظبتهم على تدريس كتبهم أذكارهم ، ولم أجد عندهم لأهل بيت رسول صلى الله عليه وآله الذين أمرهم الله باتباعهم والائتمام بهم ذكرا، ولا في علومهم ورسومهم رغبة لما قد غفل عن تعليمها مشيختهم، ورغب عن تعلمها شبابهم، واحداثهم مع ما قد صنفوا وخرجوا من معضلات المسائل وأمهات الأقاويل سادتنا وأئمتنا صلوات الله عليهم مما قلت مبالاة علماء الرعية بها لما لم نيظروا فيها، وظنوا أن ليس عندهم من العلم وما يتداولونه وهم بينهم شيء لغفلتهم عنها، وعن المواظبة عليها، دعتني الرغبة وألفة الحق إلى أن أشرح من كتب أئمتنا هذا الكتاب الجامع في الأحكام والحلال والحرام، إذا كان الهادي صلوات الله عليه تفرد بتصنيفه وتخريجه طلبا منه لمصلحة أولاده وشيعته ومن تخلف بعده منهم، فكان وضع هذه الأبواب والمسائل للتفريع عليها، وليخرج في كل فن كتابه على تفريعاته، فلما مثل لها وعزم عليها توفاه الله إليه وقد رضي عمله وشكر سعيه عليه، وأرجو أن يكون ابتداؤنا شرحه وتبيينه مما يرزقنا الله على القيام به، ويثيبنا على العمل، ثم أن الله تبارك وتعالى تقدست أسماؤه وجل ثناؤه وفق للسيد أبي العباس أحمد بن إبراهيم الحسني نضر الله وجهه من القيام بنصرة هذا الكتاب وشرح غامض مسائله، وبنشر مذهب القاسم بن إبراهيم، ويحيى بن الحسين عليهم السلام مالم يوفق لأحد من علماء أهل بيته.
Shafi 3
أسأل الله أن يبيض وجهه ويجمعه مع آبائه الطاهرين، فلقد كان عمادا لهذا الدين، وكان قد بلغ من شرح هذا الكتاب على الاتصال إلى باب سجدتي السهو، وشرح سائر الكتب على غير الاتصال، حتى أنه على غالب ظني أن ليس يشذ منه إلا يسير، وإني عزمت إن أنسأ الله في الأجل أن آخذ من أول الكتاب وآتي بما شرح على وجهه وأزيد على ما شرح من التعليقات التي علقت عنه وعن غيره، فإن ما شرح على غاية الاختصار والإيجاز وأتي بالأخبار المتعلقة به وارد شرح كل كتاب إلى جنسه وشكله، أسأل الله أن يوفقنا لاتمامه ويعيننا على القيام بواجبه، ويعصمنا من الزلل والخطل إنه على ذلك قدير، اه.
Shafi 4
[تفسير الإمام علي لآية النظر]
تفسير علوي لقول الله تعالى: { وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة }[القيامية:22-23]، ونفي الرؤية عن الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله تعالى:
أخبرنا السيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحارثي، قال: حدثنا محمد بن حسان، قال: حدثنا النضر بن مسعدة عن أفلح بن محمد عن محمد بن يحيى بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبي معمر السعدي
عن علي عليه السلام في قوله: {وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة }[القيامية:22-23]، قال: (ينتهي بأولياء الله إلى نهر يسمى الحيوان، فتنضر وجوههم وهو الإشراق، فينظرون إلى ربهم متى يأذن لهم في دخول الجنة، ولا يعني الرؤية لأن الأبصار لا تدركه كما قال: {وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير }[الأنعام:103]، وذلك مدحة امتدح بها تبارك وتعالى، فأحق من لا تنقطع مدحته في الدنيا والآخرة الله رب العالمين) اه.
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال:
Shafi 5
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن كثير قال: حدثنا محمد بن يحيى العدني عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عليهما السلام قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: هل رأيت الله إذ عبدت؟ قال: (ما كنت لأعبد مالم أره، فقال: كيف رأيت؟ قال: لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب في حقائق الإيمان، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس، معروف بالعلامات، منعوت بالآيات، لا يجور في قضية، وهو الله الذي لا إله إلا هو)، فقال الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا علي بن الحسن الأنماري قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز الكلاري قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد عن حسين بن علوان عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي عليه السلام.
عن عمته زينب بنت علي أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخلت على أبي بكر فقالت: (الحمدلله على ما أنعم، وله الشكر بما ألهم)، ثم قالت: (الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام الإحاطة به).
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن علي قال: حدثنا أحمد بن ثابت قال: أخبرنا علي بن الهيثم عن وكيع عن موسى بن عبيدة
عن محمد بن كعب قال: قيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم هل رأيت ربك؟.
قال: ((رأيته بفؤادي، ولم أره بعيني)).
وبإسناده: عن وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر.
عن مسروق قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين هل رأى محمد عليه السلام ربه؟ فقالت: (لقد قف شعري مما قلت).
Shafi 6
وبإسناده عن عائشة قالت: من حدثك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى ربه فقد كذب: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير }[الأنعام:103].
Shafi 7
خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في التوحيد
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
حدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا محمد بن جعفر القرداني قال: حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا مسعدة بن صدقة.
Shafi 8
عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: هذه خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في التوحيد: (الحمدلله الذي علا عن صفات المخلوقين، وجل عن معاني المحدودين، فلا مثل له في الخلائق أجمعين، ذلك الله الذي جل عن الأبصار أن تدركه، وعن الأوهام أن تخطره، وعن الحجب أن تستره، وعن الأمكنة أن تضمنه، وعن الأزمنة أن [.......]( ) ولم يزل عالما قديرا، سميعا بصيرا، لم يضاده مليك، ولم يعاونه شريك، ثم خلق الأشياء[........]( )، ولا على مثال اخترعها، فأوجدها بعد أن كانت معدومة، وقدرها فكانت معلومة، [........]( )، وأرا فيها البدايع، وقدرها متقنات، ودبرها محكمات، خالق الأرض والسماوات، والنور والظلمات، الذي جعل السماوات لكرسيه عمادا، وجعل الأرض لعباده مهادا، وفجر الأرض عيونا، وجعل الشمس سراجا، والقمر نورا، العدل في قضائه، الجواد في عطائه، الذي امتن على العباد بما أوسعهم من عدله، وجاد عليهم من بذله، واستظهر لهم من فضله، المرغب لهم في طاعته لوعده، والمرهب لهم من معصيته لوعيده، ثم أجزل لهم المثوبة على ذلك بإنقاذه إياهم من المهالك، تطولا منه وامتنانا، وتفضلا منه وإحسانا، ذاك الله الذي لا تحيط به الظنون، ولا تحجبه الحجب، ولا يجري عليه الزوال، ولا إله إلا هو المنعم المفضال، وصلى الله على محمد عبده ورسوله الذي اختصه لنفسه، وارتضاه لدينه، فبعثه بنور ساطع، وكتاب جامع، فقام بتوحيده، وأمن الخلق من ظلمه، فلم يزل بذلك قائما، وبه دائما، حتى توفاه الله إليه، وقد ختم به النبيئين، وأتم به عدة المرسلين).
Shafi 9
خطبة أخرى لأمير المؤمنين عليه السلام في التوحيد
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا عبد العزيز بن إسحاق الفامي قال: حدثنا منصور بن نصر بن الفتح قال: حدثنا أبو الحسين زيد بن علي العلوي قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد قال: حدثني الحسين بن زيد بن علي عن أبيه عن جده
Shafi 10
عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه خطب خطبة التوحيد فقال: (الحمدلله الذي لا من شيء كان، ولا من شيء كون ما كان، يستشهد بحدوث الأشياء على قدمه، وبما وسمها من العجز على قدرته، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه، لم يخل منه مكان فيدرك بأينية، ولا له شبح مثال فيوصف بكيفية، ولم يغب عن شيء فيعلم بحيثية، مباين لجميع ما جرى في الصفات، وممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الأدوات، وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرم الحالات، لا تحويه الأماكن لعظمته، ولا تدركه الأبصار لجلاله، ولا تقطعه المقاييس، ممتنع من الأوهام والأفهام أن تستغرقه، وعن الأذهان أن تمتثله، تشتت عن الإنبساط طوامح العقول، ونفدت عن الإشارة إليه بحار العلوم، واحد لا من عدد، دايم لا بأمد، وقائم لا بعمد، ليس بجنس فتعادله الأجناس، ولا بشبح فتضارعه الأشباح، ضلت العقول في إدراكه، وتحيرت الأوهام عن استغراق وصف قدرته، فلا دهر يخلقه ولا وصف يحيط به، قد خضعت له رواية الصفات فتشهد بكيفية الأجناس على ربوبيته، وبعجزها على قدرته، وبحدوثها على قدمه، وبزوالها على بقائه، فليس لها محيص عن إدراكه إياها، ولا خروج عن الإحاطة بها، ولا احتجاب عن إحصائه لها، ولا امتناع من قدرته عليها، كفى بإتقان صنعه له آية، وبتركيب الخلق عليه دلالة، وبحدوث ما فطر على قدمه له شهادة، وبإحكام التدبير منه عليه عبرة، فليس له حد منسوب، ولا مثل مضروب، ولا شيء عنه محجوب، فتعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علوا كبيرا).
Shafi 11
خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وأما قوله أي الإمام الهادي عليه السلام: الذي دنا فنأى، فإنه مروي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وكذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته بغدير خم، وهو ما حدثنا به أبو العباس رحمه الله قال: أخبرنا إسحاق بن محمد بن خالد المقري قال: حدثنا موسى بن علي المحاربي قال: قرأ علي الحسن بن علي الأفطس العلوي قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمد
عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الخطبة بغدير خم: ((الحمدلله الذي على بتوحيده، ودنا في تفرده، وجل في سلطانه، وعظم في شأنه، وأحاط بكل شيء، قهر جميع الخلق بقدسه وبرهانه، ذاك الله الملك القدوس، السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر)) والخطبة بطولها اه.
قلت: هكذا في شرح الأحكام لم يتم الخطبة .
Shafi 12
مناظرة الإمام موسى بن جعفر الصادق عليه السلام لأبي حنيفة
قال أبو الحسن بن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحارثي، قال: حدثنا موسى بن عمران بن يزيد الكوفي قال: حدثنا الحسين بن يزيد.
عن يحيى بن القاسم قال: دخل أبو حنيفة مدينة الرسول ومعه عبد الله بن مسلم فقال له: يا أبا حنيفة إن هناك أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام، وهو عالم من علماء آل محمد، فسر بنا إليه فنسمع ما عنده، فأبى، فقال: لا بد، فصارا إلى الباب، فجلسا مع جماعة من شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه، إذ خرج غلام له ذؤابة، فقام الناس هيبة له، فقال أبو حنيفة: من هذا؟ فقالوا: موسى ابنه، قال: لا بد لي أن أهجنه بين شيعته، فقلت: أخاف أن يهجن بك، فقال أبو حنيفة: يا غلام أين يضع الغريب خلاه في بلدكم هذا؟ فقال: يا شيخ يتوارى خلف الجدار، ويتوقا أعين الجار، وشطوط الأنهار، ومساقط الثمار، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ويضعه حيث شاء، ثم قال: يا غلام ممن المعصية؟ قال: لا تخلو من ثلاث.إما من الله وليس من العبد شيء، فليس للحكيم أن يأخذ عبده بذنبه، وإما أن تكون من العبد فهما شريكان، فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الأصغر بذنبه، وإما أن تكون من العبد والله منه بريء، إن شاء عفا وإن شاء أخذه وعاقبه، فسكت أبو حنيفة كأنه القم حجرا.
Shafi 13
تفسير الإمام جعفر الصادق عليه السلام لقوله تعالى {إن الله
يأمر بالعدل والإحسان }[النحل:90]
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحارثي، قال: حدثنا محمد بن حسان قال: حدثنا محمد بن علي بن إبراهيم أبو سمينة الكوفي قال: حدثني: محمد بن سنان عن المفضل بن عمر الجعفي قال:
قال أبو عبد الله يعني جعفر بن محمد عليه السلام: (إن الله عدل يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى حقه)، فكل ما كان من رأفة أو رحمة أو رضوان، فهو من الله وإلى الله، وكلما كان من الفحشاء والمنكر فإنما هو من إبليس.
Shafi 14
سؤال الشامي لأمير المؤمنين عليه السلام عن مسيرهم إلى صفين هل
بقضاء وقدر؟
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
Shafi 15
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله المقري إملاء، قال: حدثنا الحسين بن علي بن حماد المنقري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد السعدي قال: حدثنا عمرو بن وهب الطائي عن عمر بن سعيد عن محمد بن جابر عن أبي إسحاق يعني السبيعي قال: غزا رجل من أهل الشام غزوة صفين مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فلما انصرف قال له:يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى الشام أبقضاء من الله وقدر؟ قال له: نعم يا أخا أهل الشام، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما وطئنا موطئا ولا هبطنا واديا، ولا علونا تلعة إلا بقضاء من الله وقدر، فقال الشامي: عند الله احتسب عنائي، ما لي إذا من أجر، فقال له علي عليه السلام: ويحك يا أخا أهل الشام لعلك ظننت قضاء لا زما وقدرا حتما، لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد من الله والأمر والنهي، وما كان المحسن أولى بثواب الإحسان من المسيء، ولا المسيء أولى بعقوبة الذنب من المحسن، تلك مقالة عبدة الأوثان، وحزب الشيطان، وخصماء الرحمان، وقدرية هذه الأمة ومجوسها، إن الله تبارك وتعالى أمر تخييرا، ونهى تحذيرا، وكلف يسيرا، لم يطع مكرها، ولم يعص مغلوبا، ولم يرسل الأنبياء عبثا، ولم ينزل الكتاب لعبا، وما خلق السماوات والأض ولا أرى عجايب الآيات باطلا{ذلك ظن الذين كفروافويل للذين كفروا من النار }[ص:27]، فقام الشامي مسرورا لما سمع مقالة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فقبل رأسه، وأنشأ يقول:
أنت الإمام الذي نرجوا بطاعته .... يوم النشور من الرحمن رضوانا
أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا .... جزاك ربك عنا فيه إحسانا
متى يشككنا بالريب ذو سفه .... نلقى لديك له شرحا وتبيانا
ولم نضل إن تمسكنا بحبلكم .... بذاك أحمد عن ذي العرش أوصانا
نفسي الفداء لخير الخلق كلهم .... بعد النبي علي الخير مولانا
أخو النبي ومولى المؤمنين معا .... وأول الناس تصديقا وإيمانا
وبعل بنت رسول الله سيدنا .... أكرم به وبها سرا وإعلانا
Shafi 16
حديث من استلقى على المأثور ولبس المشهور.. إلخ
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
على أنا روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما حدثنا به السيد أبو العباس الحسني رحمه الله، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف البكري قال: حدثنا الفتح بن سعيد العتكي أبو نصر قال: حدثنا محمد بن عبد المؤمن الوراق قال: حدثنا عبدالمؤمن بن عبد العزيز القطان قال: حدثنا سعيد بن سعيد عن أبي طيبة عن كرز ابن وبرة.
عن الربيع بن خثيم أن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال: قال رسول الله : ((من استلقى على المأثور، ولبس المشهور، وركب المنظور، وأكل الشهوات، لم يشم رائحة الجنة أبدا)).
Shafi 17
حديث إن في الزنا ست خصال
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس رحمه الله قال: حدثنا أبو بكر القطان محمد بن عثمان بن سعيد قال: حدثنا سهل بن إسماعيل بن الحارث المرادي قال: حدثنا علي بن حفص العبسي قال: حدثنا الحسن بن الحسين بن زيد بن علي عن أبيه عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي بن الحسين عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((في الزنا ست خصال، ثلاثة في الدنيا، وثلاثة في الآخرة، فأما التي في الدنيا: فإنها تذهب بالبهاء، وتعجل الفناء، وتقطع الرجاء، وأما التي في الآخرة، سوء الحساب، وسخط الرحمن، والخلود في النار)).
Shafi 18
تفسير جعفر الصادق عليه السلام
لقوله تعالى: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر }[مريم:39].
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن حسان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط.
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام في قوله: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر }[مريم:39]، ((قال: يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود لا موت فيها أبدا، ويا أهل النار خلود لا موت فيها أبدا، قال: وذلك قوله:{إذ قضي الأمر}[مريم:39]، قال: قضي على أهل الجنة بالخلود فيها، وقضي على أهل النار بالخلود فيها)).
Shafi 19
في سبب نزول قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله }[المائد:55]
قال أبو الحسن علي بن بلال رحمه الله:
وحدثنا أبو الحسن علي بن زيرك الآملي قال: حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال: حدثنا محمد بن يحيى بن الضريس الفيدي قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده.
عن علي صلوات الله عليه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}[المائدة:55]، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم فإذا سائل، فقال: ((يا سائل: هل أعطاك أحد شيئا))، فقال: لا .. إلا هذا الراكع -يعني عليا عليه السلام- أعطاني خاتمه اه.
Shafi 20