184

Ibtal al-Ta'weelat

إبطال التأويلات - ط غراس

Bincike

أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي

Mai Buga Littafi

غراس للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

Inda aka buga

الكويت

Nau'ikan

اعلم أن الكلام في هذا الخبر في فصلين:
أحدهما: إطلاق صفة الغيرة عليه.
والثاني: في إطلاق الشخص.
أما الغيرة فغير ممتنع إطلاقها عليه سبحانه، لأنه ليس في ذلك ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه، لأن الغيرة هي الكراهية للشيء، وذلك جائز في صفاته قال تعالى ﴿وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ﴾ [التوبة: ٤٦].
فإن قيل: لا يجوز إطلاق ذلك عليه، ويكون معناه: الله أزجر عن محارمه من الجميع، لأن الغيور هو الذي يزجر عما يغار عليه، ويحذر الدُّنُوّ منه، وقد نبه على ذلك عقيبة بقوله "ومن غيرته حرم الفواحش" أي زجر عنها وحظرها. ومنه أن بعض أزواج النبي ﷺ أهدت إليه شيئًا في غير يومها، فأُخبرت عائشة بذلك فبددته فقال: "غَارَت أُمكم" (^١) أي زجرت عن إهداء ما أهدت.

(^١) يشير إلى ما أخرجه أحمد (٣/ ١٠٥، ٢٦٣) والبخاري (٥/ ١٢٤) (٩/ ٣٢٠) وأبو داود (٣/ ٣٥٦٧) والترمذي (٣/ ٦٣١) وابن ماجة (٢/ ٧٨٢) والدارمي (٢/ ٢٦٤) من طرق عن حميد عن أنس: كان النبي ﷺ عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحْفَةٍ فيها طعامٌ، فضربت التي النبي ﷺ في بيتها يد الخادم فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي ﷺ فِلَقَ الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: غارت أمُّكم، ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفةٍ من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كُسِرت فيها".
ووقع عند أحمد من قول أنس: أظنها عائشة.
ووقع مصرحًا بها فيما ذكره معلقًا ابن حزم في المحلي (٨/ ١٤١) قال): روينا من طريق الليث بن سعد عن جرير بن حازم عن حميد سمعت أنس بن مالك؛ أن زينب بنت جحش أهدت إلى النبي ﷺ وهو في بيت عائشة ويومها جفنة من حيس. . ." الحديث.
وقصة أخرى أخرجها أبو داود (٣/ ٣٥٦٨) والنسائي (٧/ ٧١) عن سفيان حدثني فليت العامري عن جسرة بنت دجاجة قالت: قالت عائشة ﵂: ما رأيت صانعًا طعامًا مثل =

1 / 198