Ibrahim Ubangijin Annabawa
إبراهيم أبو الأنبياء
Nau'ikan
وتذكر «مدراش رباه» فيما تذكر أن إبراهيم شفيع أمته يوم القيامة، وأنه يقف على باب جهنم فلا يدع إسرائيليا مختونا يدخلها. ومن عظمت سيئاته منهم وحرم التوبة في آخرته فلن يدخل النار مختونا، بل توضع له جلدة من جلود الأطفال الذين ماتوا قبل الختان، وصحت لهم نعمة الغفران. •••
أما «سارة» فقد خصتها «المشنا» بقسط كبير من الأخبار والنوادر، ولم يخل منها خبر أو نادرة من خلاف كثير.
فهي تارة أخت غير شقيقة لإبراهيم، وهي تارة بنت أخيه الذي مات قبل الهجرة إلى كنعان.
وهي المرأة الوحيدة التي خاطبها الله، وهي نبية تنظر إلى الغيب وتدعو الله أن ينقذ ذرية إبراهيم مما سيلقون من المحن والشدائد، ولكنها في مواطن كثيرة تعاقب لمخالفة السنن وضعف اليقين.
ولم تخلق امرأة قط بجمال سارة، فأجمل النساء بالقياس إليها كالقرد الممسوخ، وقد بلغ من فتنة جمالها أن إبراهيم لم يملأ منها عينيه، وإنما لمح خيالها في الماء وهم يعبرون بعض الجداول إلى مصر، فخاف على فرعون وقومه فتنتها، وحملها في تابوت وهم يعبرون تخوم الديار، وسأله عمال المكوس عما في التابوت فأنبأهم أنه شعير، قالوا: بل نأخذ المكوس على قمح، قال: خذوا ما تشاءون، فعادوا يطلبون الضريبة على بهار، فأجابهم إلى ما طلبوه.
فارتابوا فيما يخفيه، وأمروه أن يؤدي الضريبة على وسق التابوت ذهبا، فقبل وأعطاهم سؤلهم، فحيرهم قبوله كل ما يسومونه أن يبذله، وخامرهم شك عظيم، ففتحوا التابوت عنوة؛ فإذا بالنور يفيض من وجه سارة حتى يعم الديار، ويعشي عين فرعون. ولما حاول فرعون أن يقترب منها رصد له حارسها من الملائكة فجعل يضربه على يده كلما بسطها، وعلى قدمه كلما سعى إليها، وأصبح فإذا هو مصاب بالجذام وبالعنة، وإذا بنذير من الله ليرسلن الوباء على فرعون وقومه إن لم يرجع سارة إلى إبراهيم.
ويفسر بعض المدراش عقمها بأن الله أحب أن يسمع صلواتها، ويفسر عقمها في مدراش آخر بأنها قد نزهت عن خلقة الرحم، ويروى في كثير من الحواشي أنها أرضعت مائة طفل يوم ختان إسحاق.
وبعض الحواشي يتكلم عن فرعون إبراهيم وفرعون يوسف كأنهما ملك واحد.
فلما شكا فوطيفار إلى فرعون لأنه أقام عبده الذي اشتراه بعشرين دينارا حاكما على مصر - يعني يوسف الصديق - قال يوسف: بل أنت اقترفت خطيئة عظمى يوم اشتريت أميرا من نسل سام بالثمن كما يشترى العبيد، وإنما يشترى بالثمن أبناء كنعان، وإن أردت برهانا على نسبي فدونك التمثال الذي صنعه فرعون لجدتي سارة، فهو ينبئك بالشبه الذي بيني وبينها. ثم جاءوا بالتمثال فإذا بالشبه بينه وبين يوسف جد قريب.
والكلام على أبي سارة يدور تارة على حاران وتارة على تارح، فمن أقوال الحواشي عن حاران أنه احترق بالنار حين اقترب منها؛ لأنه قاربها ممتحنا لقدرة الله، ومن أقوالها عن تارح أنه عاش حتى رأى إسحاق في الخامسة والثلاثين من عمره.
Shafi da ba'a sani ba