Ibrahim Ubangijin Annabawa
إبراهيم أبو الأنبياء
Nau'ikan
5
ولن تكون الخمسة عشر مترا سبعا وعشرين ذراعا إلا إذا كان الذراع بالمقياس المقدس عند قوم إبراهيم؛ لأنه كما حققه الأستاذ جريفس
Greaves ، الخبير المتخصص في المقاييس الأثرية، يزيد على واحد وعشرين قيراطا «بوصة» وثلاثة أرباع القيراط، ويقاس بالتقريب عند مضاهاة الأبنية القديمة التي قدرت بالذراع.
هذه القرائن المتجمعة يجب أن تستوقف نظر الباحث المنزه عن الغرض، وأيسر ما فيها أنها تدفع الغرابة عن رحلة إبراهيم إلى الحجاز، وأنها هي وحدها تحقق له صفة العمل على الدعوة الدينية.
وقد جاء الإسلام مثبتا رحلة إبراهيم إلى الحجاز، وأثبتها ولا شك بعد أن ثبتت مع الزمن المتطاول؛ لأن انتساب أناس من العرب إلى إبراهيم قد سبق فيه التاريخ كل اختراع مفروض، ولو تمهل به التاريخ المتواتر حتى يجوز الاختراع فيه لأنكرت إسرائيل انتساب العرب إلى إبراهيم، وأنكر العرب أنهم أبناء إبراهيم من جارية مطرودة، وليس هذا غاية ما يدعيه المنتسب عند الاختراع.
الفصل التاسع عشر
الرسالة
إن تاريخ الأديان لا يرسم لنا خطا واحدا يفصل بين عهدين كلاهما مخالف للآخر كل المخالفة.
فما من عقيدة دينية ظهرت للناس طفرة بغير سابقة، وما من عهدين من عهود الأديان إلا وبينهما تمهيد وتعقيب، ولكن الأمانة التي اضطلع بها الخليل إبراهيم حادث جديد لم تعرف له سابقة فيما وعيناه من تاريخ الدين.
وذلك الحادث الجديد هو أمانة الرسالة النبوية؛ أمانة نفس حية تخاطب نفوسا حية باسم الإله الذي يتوجه إليه عباده في كل مكان.
Shafi da ba'a sani ba