Ibrahim Ubangijin Annabawa
إبراهيم أبو الأنبياء
Nau'ikan
وقال فيكتور هيجو: «إنه ربما كان أعظم آية أخرجتها بصيرة الإنسان.»
وقال شاف
Schaff : «إنه يرتفع كالهرم في تاريخ الأدب بلا سابقة وبغير نظير.»
أما بلعام ويثرون فقد ذكر الأول في كتب العهد القديم لأنه نصر بني إسرائيل في الخصومة بينهم وبين الموآبيين، وذكر الثاني لما بينه وبين موسى من المصاهرة، وما كان له من الفضل في تعليمه نظام الحكم وسياسة القبائل، وغيرهم ولا شك كثيرون لم يذكروا في المراجع اليهودية؛ إذ كانت هذه المناسبات لا تستوعب تاريخ البقاع بين تخوم العراق وتخوم العقبة وما وراءها من أرض الجنوب.
وهذا بعض القرائن على مكانة النبوة في أرض الجنوب مما يلي سيناء والحجاز، ومن القرائن الأخرى في كتب العهدين القديم والجديد يفهم بغير تردد أن تلك البقاع كانت وجهة الأنبياء في كل عصر تحدثت عنه تلك الكتب؛ فإبراهيم توجه إلى جيرار، وموسى توجه إلى مدين «مديان»، وبولس الرسول قال في كتاب غلاطية: إنه ذهب إلى بلاد العرب قبل أن يأتي إلى دمشق، ولم يفتأ بنو إسرائيل إلى عهد المسيح ينعون على الشمال أنه لا يخرج منه شيء حسن، وينتظرون النبوءات من برية الجنوب. •••
ويجب أن يتأنى المؤرخ طويلا عند ملاحظة هذه القرائن المتعددة؛ فهي في تاريخ الخليل دليل على الوجهة التي يجب أن يبحث عنها المؤرخ إذا أراد البحث الصحيح عن مسلك الخليل في أيامه الأخيرة، فإنما يكون مسلكه المعقول إلى طريق الجنوب، ولا يعقل له مسلك إلى بيت المقدس يستقر عليه قراره؛ فإن المصادر الإسرائيلية نفسها تقول: إنه كان غريب الدعوة والموطن في حبرون، وإنه اشترى مدفنه من الحيثيين. وما لم تكن له دعوة ولا موطن في الأرض فالجنوب الذي اتجه إليه، واتجه إليه أصحاب الدعوات النبوية، أحرى أن يكون قبلته ومرجعه. وليس من الغريب أن تتعمد المصادر اليهودية إغفال هذه القبلة والتعلق ببيت المقدس بعد أن قام فيها عرش داود؛ فإنها الدعوة التي يقومون بها، ويسقطون بنفيها. وفي ذلك وحده تفسير يغني عن كل تفسير.
الفصل الرابع عشر
العقائد والشعائر
من الألف الثالثة إلى الألف الثانية قبل الميلاد، أقام في البلاد العربية أناس من أتباع كل عقيدة دينية عرفت في تلك العصور.
وكان مركزها الأكبر في بلاد النهرين ، حيث تتابعت الدول فتتابعت معها الديانات والشعائر ومراسم العبادة.
Shafi da ba'a sani ba