ونحن، وإن كان ضيق المقام يحول بيننا وبين تتبعه في طريقه الشاق الطويل، هذا الطريق الذي عرج فيه على مباحث كلامية وفلسفية وإسلامية مختلفة ومتعددة، لا نرى بدا من التعرض بإيجاز إلى تفسيره الآيتين الأخيرتين من السورة، وهما قوله تعالى:
إن هذا لفي الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى .
المشار إليه في قوله تعالى:
إن هذا لفي الصحف الأولى ، هو ما يقوم عليه الدين من الإيمان والعمل الصالح، وهذان الأصلان يتضمنهما قوله جل ذكره:
قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى ، كما يذكر ابن تيمية.
7
ثم أخذ بعد هذا يتكلم عن جمع القرآن بين إبراهيم وموسى عليهما السلام في مواضع منه، وعن حكمة قرن أحدهما بالآخر في هذه المواضع، ومنها هاتان الآيتان الأخيرتان من سورة «الأعلى»، ومنها ما جاء في سورة النجم في قوله تعالى:
أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى .
وذلك لأن إبراهيم عليه السلام هو صاحب الملة وإمام الأمة، ولأن موسى عليه السلام هو كليم الله وصاحب الشريعة والكتاب الذي لم ينزل من السماء كتاب أهدى منه ومن القرآن، ثم أرسل الله محمدا
صلى الله عليه وسلم
Shafi da ba'a sani ba