Ibn Taymiyya Rayuwarsa

Saib Cabd Hamid d. 1450 AH
80

Ibn Taymiyya Rayuwarsa

ابن تيمية حياته عقائده

فاجاب بما قاله المفسرون في ذلك، وهو آدم وحواء، وان حواء لما اثقلت بالحمل اتاها ابليس في صوره رجل، وقال: اخاف من هذا الذى في بطنك ان يخرج من دبرك ، او يشق بطنك، وما يدريك لعله يكون بهيمه او كلبا! فلم تزل في هم حتى اتاها ثانيا، وقال لها: سالت الله تعالى ان يجعله بشرا سويا، وان كان كذلك سميه عبدالحارث. وكان اسم ابليس في الملائكه الحارث، فذلك قوله تعالى: ( فلما آتهما صلحا جعلا له شركاء فيما آتاهما ) وهذا مروى عن ابن عباس!.

قال الصفدى: فقلت له: هذا فاسد من وجوه: الاول : لانه تعالى قال في الايه ( فتعالى الله عما يشركون ) فهذا يدل على ان القصه في حق جماعه.

والثانى : انه ليس لابليس في الكلام ذكر.

والثالث : ان الله تعالى علم آدم الاسماء كلها، فلا بد وانه كان يعلم ان اسم ابليس الحارث.

والرابع : انه تعالى قال: ( ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ) وهذا يدل على ان المراد به الاصنام، لان (ما) لما لا يعقل، ولو كان ابليس لقال (من) التى هى لمن يعقل.

فقال (رحمه الله): قد ذهب بعض المفسرين الى ان المراد بهذا قصى، لانه سمى اولاده الاربعه: عبدمناف، وعبدالعزى، وعبدقصى، وعبدالدار. والضمير في (يشركون) له ولاولاده من اعقابه الذين يسمون اولادهم بهذه الاسماء وامثالها!.

فقلت له: وهذا ايضا فاسد! لانه تعالى قال: ( خلقكم من نفس واحده وجعل منها زوجها ) وليس كذلك الا آدم لان الله تعالى خلق حواء من ضلعه.

فقال (رحمه الله): المراد بهذا ان زوجه من جنسه عربيه قرشيه!.

قال الصفدى: فما رايت التطويل معه.

Shafi 80